وفي المرحلة الأولى يحسن أن تعتمد هذه المدارس على المعلمين المتخرجين في مدارس المعلمين الأولية، لأنهم أعدوا لهذا الغرض ولأن مرتباتهم بسيطة، وذلك يساعد على الإكثار من دروس اللغة العربية في رياض الأطفال.
أما في مرحلة التعليم الابتدائي ومرحلة التعليم الثانوي، فيجب أن يكون المعول على المدرسين الفنيين الذين أعدتهم الوزارة لهذين النوعين من التعليم.
ونفهم من هذا الطفل في المدرسة الأجنبية يرى مدرس اللغة العربية منذ اليوم الأول لعهده بالحياة المدرسية فيأنس سمعه ولسانه للغة العربية بحيث يمكن أن تكون هي اللغة الأولى وبحيث يرجى أن تقوى على منافسة ما يدرس معها من اللغات الأجنبية.
في رياض الأطفال
المنهج في رياض الأطفال يقوم على توجيه الأطفال إلى التعبير عن أغراضهم بعبارات عربية مقبولة، ولا مانع من أن تكون لغة التخاطب هي الأساس لتذهب الوحشة التي تقع من شعور الطفل بغرابة اللغة الفصيحة، ثم يتدرج المعلم رويداً رويداً فينقل لغة الطفل برفق من العامي إلى الفصيح ليشعر بعد عام أو عامين بشخصية جديدة هي شخصية من يتكلم بلغة أقوم وأرفع من لغة العوام ويستعد للانخراط في سلك الخواص.
وفي هذه المرحلة تكثر المحادثات كثرة ملحوظة، ثم تلقن المحفوظات السهلة والأناشيد القصيرة ويترنم بها الأطفال بطريقة جمعية تزيد أنسهم بالدرس وتشوقهم إلى طلب المزيد. وفي هذه المرحلة يترفق المعلم في تعليم القراءة والكتابة وفقاً للخطط المرسومة لرياض الأطفال.
وإذا استطاع المعلم في هذه المرحلة أن يفوق زملاءه من معلمي اللغات الأجنبية، وأن يكون أقرب منهم إلى أنفس أولئك الناشئين كان ذلك خطوة محمودة في خدمة اللغة العربية بالمدارس الأجنبية.
ولن يصعب على الوزارة أن تجد المعلمين الصالحين لتأدية هذا الواجب تأدية صحيحة، فهؤلاء المعلمون سيأخذون من المدارس الأجنبية مرتبات أكبر من مرتبات المدارس الأولية، وذلك يمكن الوزارة من التخير، وقد تستطيع عقد المسابقات لتحقيق هذا الغرض الشريف.