يصل الطفل إلى مرحلة التعليم الابتدائي وقد استعد لمتابعة دروس اللغة العربية وقدر على قراءة بعض الفقرات المفيدة مما يقع تحت بصره من الجرائد والمجلات. وقدر أيضاً على فهم بعض ما يذيع الراديو من أناشيد ومحاورات، وهو لا يصل إلى ذلك إلا بعد أن يعني به عناية وافية في مرحلة التعليم الأولى بحيث لا يقل ما يتلقاه في الأسبوع عن عشرة دروس.
وفي التعليم الابتدائي يجيء الدور الجدي في تعليم اللغة العربية فيقسم التلاميذ إلى فريقين: فريق يستعد للأقسام الثانوية المصرية وفريق يستعد للأقسام الثانوية الأجنبية.
وإنما فرضنا هذا التقسيم لأن تلاميذ المدارس الأجنبية يدخلون الأقسام الثانوية المصرية بتلك المدارس بدون أن يؤدوا امتحان الشهادة الابتدائية المصرية. ويكون في أثر ذلك أن يدخلوا تلك الأقسام وهم ضعاف في اللغة العربية ضعفاً يجعلهم من الذيول في الامتحانات العمومية، وقد يلازمهم هذا الضعف طول حياتهم فلا يكون منهم كتاب ولا شعراء ولا خطباء باللغة العربية.
ومنهج اللغة العربية في الأقسام الابتدائية التي تعد للأقسام الثانوية المصرية يجب أن يكون مماثلاً تمام المماثلة لمنهج اللغة العربية في المدارس الابتدائية المصرية مع زيادة عدد الدروس زيادة تعوض على التلاميذ ما يفوتهم من درس أكثر المواد باللغة العربية.
أما منهج اللغة العربية في الأقسام الابتدائية التي تعد للأقسام الثانوية الأجنبية فيكون أخف ويكتفي فيه بسبعة دروس في الأسبوع توزع على مواد اللغة العربية توزيعاً يضمن تمكن أولئك التلاميذ من القواعد والإملاء والمطالعة والإنشاء.
ومن السهل وضع هذا المنهج الخفيف، والمهم هو أن يشمل العناصر الأساسية من القواعد بحيث يستطيع التلميذ أن يلقي خطبة أو يكتب رسالة بدون أن يقع في أغلاط تشهد عليه بالتخرج في مدرسة أجنبية!
وإذا تجاوزنا اللغة العربية إلى الجغرافيا والتاريخ رأينا من الواجب على تلاميذ الأقسام الابتدائية التي تعد للأقسام الثانوية المصرية أن يدرسوا المقرر من هاتين المادتين في المدارس الابتدائية المصرية.