للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أما الأقسام الابتدائية التي تعد للأقسام الثانوية الأجنبية فتدرس جغرافية مصر بالتفصيل، ثم تدرس التاريخ المصري بإيجاز مع الاهتمام بتاريخ مصر الحديث وعلاقته بالأمم الغربية والشرقية.

وما دام الغرض هو التعاون فمن حق وزارة المعارف أن تشير على المدارس الأجنبية بدعوة فريق من تلاميذها إلى اجتياز امتحان الشهادة الابتدائية، فإن لم يسهل ذلك كان من الواجب على تلك المدارس أن تدقق في نقل التلاميذ من الأقسام الابتدائية إلى الأقسام المصرية الثانوية، فقد يساعد ذلك على تحسين النتائج في امتحانات النقل والامتحانات العمومية.

وبهذه المناسبة نذكر أن الليسيه فرانسيه بالإسكندرية رأت من المصلحة ألا تقبل في القسم الثانوي المصري إلا تلاميذ جازوا امتحان الشهادة الابتدائية المصرية، وسيكون لذلك تأثير حسن في نتائج الامتحان.

في التعليم الثانوي

وفي التعليم الثانوي نجد المدارس الأجنبية قد استغنت عن معونتنا في توجيه الأقسام المصرية، فهي تسير على مناهجنا خطوة خطوة، وتزيد عدد الدروس لتضمن نجاح تلاميذها في امتحانات النقل والامتحانات العمومية، ولا يبقى إلا اهتمام التفتيش بدروس التاريخ والجغرافية والأخلاق والتربية الوطنية، ولا موجب للنص على اهتمام التفتيش باللغة العربية، لأن أقل تقصير في ذلك يجعل اللغة العربية من المهملات في تلك المدارس، لأنها تملك وضع أسئلة امتحان النقل، وذلك قد يعفى بعض المدرسين من الحرص على تدريس جميع المقررات!

وأعتقد أن مبالغة التفتيش في تعقب دروس اللغة العربية لا يغض من كرامة تلك المدارس، فذلك أفضل من تعريضها لإلغاء الامتحان كما وقع في بعض الأعوام الماضية.

والموضوع المهم هو موضوع الأقسام الثانوية الأجنبية، والشبان في تلك الأقسام معرضون لأصعب الأخطار من الوجهة القومية إن لم يحرسوا حراسة أمينة من طغيان الدعايات المذهبية، ولا يعصمهم من تلك الدعايات إلا تزويدهم باللغة العربية تزويداً يمكنهم من مسايرة التيارات الأدبية والفكرية والاجتماعية بهذه البلاد، ولا يتم هذا التزويد الواقي من

<<  <  ج:
ص:  >  >>