الأخطار إلا إذا ضمنا أن يدرسوا تاريخ مصر دراسة عميقة تصل بهم إلى الثقة بأنهم نشئوا في وطن له ماض في خدمة العلوم والآداب والفنون، وفي هذه الحال يكون من الذوق أن يعتمد الأجانب على المصريين في دراسة التاريخ المصري، وهم قد قبلوا في أكثر مدارسهم أن يدرس ذلك التاريخ باللغة العربية.
وما يقال في التاريخ يقال في الأخلاق والتربية الوطنية، فهذه المواد الثلاث لها اتصال وثيق بشؤون عربية وإسلامية لا يفقهها المدرسون الأجانب إلا في قليل من الأحابين، وهم حين يفقهونها لا يؤدونها بالروح الذي يؤديها به المدرسون المصريون.
وأعتقد أن الأجانب لا يمانعون في أن يتغلب العنصر المصري في مدارسهم، لأن ذلك يحقق التضامن بين المصريين والأجانب، وهو أيضاً يساعد على خلق جوٍ من التعاطف كان انعدامه سبباً في قلة التفاهم بين أولئك وهؤلاء.
والواقع أن الأجانب الذين عرفتهم يتمنون لو ظفروا بالثقة المصرية، فمن واجبنا أن ندلهم على السبيل لكسب هذه الثقة، وهي سبيل واضحة يسير فيها بأمان كل من يؤمن في سريرة نفسه بأن من واجبه أن يعين من يؤتمن عليهم من الشبان المصريين على التزود بأصول التثقيف الصحيح الذي يجعلهم من الوطنيين الصادقين.
الأدب العربي
وبعدما سلف من الإشارات إلى العناصر التي يجب أن توجد في منهج الدراسة في الأقسام الأجنبية نضع الأساس لدراسة الأدب العربي هنالك، ونرى أن تكون المحفوظات كلها من الشعر السهل المقبول الذي يقل فيه المهجور والغريب من الألفاظ.
أما مواد التاريخ الأدبي فتقصر على العصر الحديث مع الاهتمام بالفنون الأدبية الجديدة التي نشأت عن اتصال مصر بالثقافات الأوربية والأمريكية فيكون للشعر التمثيلي وللقصص مكان ظاهر في درس التاريخ الأدبي، ويعنى عناية خاصة بدرس الخطابة البرلمانية ودرس القضايا الشهيرة التي برزت فيها براعة المحامين، ويضاف إلى ذلك درس الصلات بين الأدب والمجتمع، بحيث يشعر التلميذ أن اللغة العربية لا تقل قدرة عن اللغات الأجنبية في الطب لأدواء المجتمع وتعقب أهواء النفوس وأوطار العقول.
ومن البين أنه يجب الاهتمام بدرس تراجم الكتاب والخطباء والشعراء الذين كان لهم تأثير