٢ - لو أحسن الأستاذ متولي استيعاب التبيين الذي عمله بشر عن شخوص مسرحيته في النسخة المطبوعة لأحجم عن هذا المأخذ؛ فقد جاء في ذلك التبيين أن (هو) - أي بطل المسرحية - عنوان الإنسان العادي المنشأ في حلقة المواضعات الاجتماعية) أما (سميرة)، فقد بيّن المؤلف في نفس التبيين أنها امرأة معينة، فمن المعقول أن يكون البطل (هو) لأنه عنوان لفئة غالبة من الرجال في مصر، وأن تكون (سميرة) - سميرة - لا (هي)، لأنها ليست عنواناً لفئة خاصة.
٣ - أن الأستاذ متولي أشكل عليه المر بين لون الرمزية عند (ريبو) وبين لونها عند بشر فارس، وأنه يعتبر رمزية (ريبو) هي ما انتهت إليه الرمزية المستحدثة، والأمر غير ذلك، فإن (ريبو) لم يفرض لونه في الرمزية إلا على بعض الكتاب الرمزيين في أواخر القرن الماضي، وفي مقدمتهم المؤلف المسرحي (ماتيرنيك) الذي وضع أكثر رواياته قبل عام ١٩٠٠، فهل يريد الأستاذ متولي، وقد قطعت الرمزية مراحل بعد (ريبو) ألا يؤلف المعاصرون الذين يعيشون في عام ١٩٤٠ إلا بحسب نظرية عمرها نصف قرن تقريباً؟
بعد هذا نقول إنه ليس للأستاذ متولي أن يفرض على مؤلف معاصر وضع مسرحية رمزية وفاقاً لمحرجات نظرية فلسفية سجلت عام ١٩٠٠، وهو العهد الذي كان الأدب الرمزي فيه لم يتخط طوره الأول. وإنه لا يجمل بالأستاذ متولي - وهو ماجستير في الفلسفة - أن يقف علمه بالرمزية وعلم النفس عندما كتبه العلماء في القرن الماضي، فالعلم يتقدم، والنظريات تتحور، وإلا فما قيمه ما كتبه (بيرجسون) و (وليم جيمس)، وهما العلمان البارزان في عالم الفلسفة المعاصرة، وما نفع مسايرة الأدب للعلم في تقدمه وفي مستحدثاته؟