وقد حدث أن زار الأستاذان بديع خيري وزكريا أحمد الأستاذ يوسف وهبي في مسرحه يوماً، ودار بينهم الحديث عن هذه المسألة واتهم الأستاذ بديع خيري الأستاذ يوسف وهبي بأنه (يهوش) الجمهور بها. . . فقال له يوسف:
- إنني لا أهوش. . . وهاأنت ذا تعرف أنني أفعل هذا، ولست أطلب منك إلا أن تنزل إلى القاعة، وأن تشاهدني الليلة وأنا أمثل، وهاأنذا أحيطك علماً منذ الآن بأني سأختم الفصل الأول بشيء من هذا، وكل ما أرجوه منك هو أنك تصدقني القول بعده، وأن تقول لي اهتزت لي نفسك أو لم تهتز، وهل صفقت لي أنت وصاحبك زكريا هذا أو لم تصفقا. . . وأطلب قبل ذلك من الله أن يسهل لي الانطلاق الذي أريده. . .
وتراهنوا. .
ونزل بديع وزكريا إلى القاعة، وتابعا يوسف وهو يمثل، ولم يشعرا بنفسيهما إلا والستار يسدل عن الفصل الأول وهما يصفقان مع المصفقين ليوسف.
ولم يدرك أحدهما أن يوسف فعل فعلته إلا بعد نزول الستار، عندئذ ضحكا حتى كادا يختنقان من الضحك، ويقول الأستاذ زكريا أحمد إن الأستاذ بديع خيري صعد بعدها إلى حجرة يوسف وقال له:
- إنني آمنت بك. . .
. . . أما أنا فأعوذ بالله من يوسف وهبي فهو جن وإن كان من المسلمين.