ذكره، وكان أول من وضع لفظ (الفيتامين) - إلى فصل وتحضير مادة من كساء (الطبقة الكاسية) الأرز كفت كميات منها متناهية في الصغر للقضاء التام على أعراض مرض الالتهاب العصبي الناتج من تناول الأرز المبيض غذاء أساسياً. وبعدئذ وعند تبويب وتصنيف الفيتامينات أطلق على الجزء الفعال من هذه المادة المحضرة الحرف الهجائي ولما كان الاسم العلمي للالتهاب العصبي هو المأخوذ من الإغريقية بمعنى أعصاب لقب هذا الفيتامين بالإنتينويريتيك.
وتوجد هذه المادة الحيوية في الأرز الغير المقشور بنسبة جرام واحد في كل ألف كيلو جرام أو بنسبة جرام ونصف في كل مائة كيلو جرام من نخالة الأرز (نخالة الأرز هي القشرة الداخلية للأرز التي تنزع عن حبة الأرز وتفصل عنها أثناء تبييضه) وقد استبعد وجود هذه المادة فقط في قشرة الأرز فدل البحث بعدئذ على وجود الفيتامين كذلك ضمن الطبقة البروتينية في الحبوب كالشعير والذرة والقرطم والقمح وفي بذورها كذلك، وقد لا يثير عجبنا غنى بذور تلك الحبوب بهذه المادة، فالبذرة هي مصدر الحياة، فلا بدع إن حملت كذلك المادة الحيوية اللازمة للبناء والنمو والحفظ، أما في داخل الثمرة (في الحبوب) أي النسيج الخلوي النشوي، حيث المستودع الغذائي للنبت الجديد، فيندر وجود الفيتامين أو ينعدم.
ولهذه النتيجة أهمية في حياتنا اليومية، فتقل إذن أو تكثر نسبة الفيتامين في الخبز الذي نأكله تبعاً للنسبة المئوية في طحن الحبوب أي نسبة إنتاج الدقيق من القمح المطحون، وهذا يعني كثرة وجود أو قلة النخالة والبذرة في الدقيق؛ فكلما قلت نسبة الإنتاج وقل وجود قطيعات النخالة والبذرة في الدقيق الأبيض الناتج قلت معه نسبة الفيتامينات؛ أما الدقيق ذو الإنتاج العالي أو الدقيق الكلي الذي يحوي معظم الحبة فنسبة وجود وهذا ما أثبتته التجارب الغذائية التي قامت للتدليل على التأثيرات المختلفة للفيتامين في أنواع مختلفة من الدقيق، وإحدى هذه التجارب قامت على تحضير عدة مجموعات من الفيران أطعمت كل واحدة على حدة نوعاً خاصاً من الغذاء من دقيق القمح والذرة والقرطم والشعير، فكانت أولى الضحايا هي المجموعة التي كان دقيق القمح من نصيبها، أما المجموعة المطعمة دقيق الشعير فقد مكثت أربعين يوماً حية رغم صنف غذائها الواحد - أما الفيران التي