إلى من اشتركوا في معنى واحد؟) ثم سأل:(أنقول إن المعاني
شائعة ولا تجوز الملكية والاختصاص؟) وأظن إن هذا السؤال
جدير بالبحث من الوجهة الأدبية.
فالذي يعرفه كل مطلع على الأدب العربي أن الشعراء يتفقون كثيراً في المعاني بل وفي بعض الألفاظ في البيت الواحد، وقد تعرض لذلك النقاد ووضعوا للأمر قانوناً عادلاً من قوانين النقد ساروا عليه في كل ما تعرضوا له في هذا الصدد.
ذلك القانون هو أن (من استرق شيئاً واسترقه، فقد استحقه) أي أن الشاعرين بصرف النظر عن أيهما أسبق للمعنى يَفْضُل أحدهما الآخر إذا اشتركا في معنى واحد بجودة الصياغة وحسن السبك واختيار الألفاظ إلى غير ذلك من أصول البلاغة. فقد كان الناس ينشدون بإعجاب بيت الأعشى
وكأس شربت على لذة ... وأخرى تداويت منها بها
فلما جاء أبو نواس بعد هذه المرحلة الطويلة من الزمن بين الشاعرين، وأخذ هذا المعنى بعينه وحسن فيه على قدر ما وسعه تملكه من زمام البلاغة ثم قال:
دع عنك لومي فإن اللوم إغراء ... وداوني بالتي كانت هي الداء
لما قال أبو نواس هذا نسي الناس بيت شاعرهم الأول وحكموا لأبي نواس بفصل الخطاب، واصبح هو صاحب المعنى ومبتكره وعلى ذلك قس كل شاعرين أو أديبين اشتركا في معنى من المعاني.
(الخرطوم - سودان)
(ا. ب)
إلى علماء النحو في جميع الأقطار
١ - تقول كتب النحو من صغيرها إلى كبيرها: إن مميز العدد من ثلاثة إلى عشرة حقه أن يكون جمعاً، مثلاً سبع ليالٍ، وثمانية أيامٍ، وخمسة آلاف. . . فما بالنا نقول (وتسكتون