للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبذل الميجر لصديقه معاونة صادقة حتى علم أنها في دوفر ولكن دوفر واسعة، ووصول الألماني إليها مستحيل

. . . واخذ القائد يفكر ويفكر. . .

وانتشله من أفكاره صوت طرق الباب ودخل ضابطة المساعد وبيده الثبت اليومي لمن طلبت القيادة والجستابو إعدامهم بالرصاص، فألقى عليه نظرة عجلى، ولما أراد التوقيع عليه علق نظره باسم جيوكندا، فازدلفت تحت ناظره الأرض وانتفض قلبه في صدره كطائر مذبوح.

وكذب عينيه وقام ينهب الأرض إلى ميدان الإعدام.

وألفى فاتنته الموموقة معصوبة العين بين طابور المحكوم عليهم تقف مهيضة النفس كاسفة البال.

يالها من لحظة هائلة. . . لقد آن موعد إعدامها. . . وأي محاولة لإنقاذها تفقده شرفه وحياته. . . فكيف السبيل؟

وشحب لونه شحوباً هائلاً وغلى رأسه كالمرجل واصطرعت فيه أفكار سود.

اقترب القائد من جيوكندا وهمس في أذنها كلمات.

وأمر الضابط أن يقف الإعدام لحظة ينهي فيها أمراً عاجلاً ويعود. وعاد بعد دقائق.

قال القائد فريتش لضابط الإعدام:

- أمتأكد أنت من حشو بنادق الجنود؟

- كل التأكيد يا سيدي. . . وتفضل بالتفتيش.

ومر القائد على الجنود. وفتش بنادقهم واحداً واحداً ليتأكد من حشو جميع البنادق. وسقطت من يد القائد رصاصة أحد الجنود فانحنى الجندي لأخذها، ولكن القائد كان أسرع منه في التقاطها ووضعها بيده في بندقية الجندي. . .

وأشار القائد. . . فدوى الرصاص.

- ولكن المعجزة يا جون. . . كيف تمت؟

- كان جنوناً أن أراك تعدمين يا جيوكندا ولا أفعل شيئاً فهمست لك أن تتماوتي لدى إطلاق الرصاص وأتيت بطلقة فشنك وحشوت بها بندقية الجندي المكلف بإعدامك بدل التي

<<  <  ج:
ص:  >  >>