باللقاح الجيد لقرائح الشعراء
ومن العجيب أن أشيع القصائد التي خلقتها الحرب الماضية كانت لرجل ليس بالشاعر ولكنه طبيب
ولم يكن من عادته أن ينظم الشعر، ولكنه فتح له في لحظة من اللحظات كما تفتح أبواب الإلهام
ولم تنشرها صحيفة البنش الإنجليزية التي نشرتها دون غيرها إلا وهي تتردد في استحسان القراء لها بل في التفاتهم إليها
ثم كان من شأنها أنها ملأت العالم الإنجليزي في أيام، وحاولت أمم أخرى أن تترجمها فلم تفلح في أداء بساطتها وجرسها وما يتخللها من الحزن والتفاؤل الرصين
ثم أصبح من عادة الجماهير الإنجليز كلما تجدد ذكرى الهدنة أن يلبسوا في عروة المعطف صورة أقحوانة مصنوعة تباع وتخصص أثمانها لأعمال الخير التي تقام باسم المارشال هايج، لأن الأقحوانة كانت موضوع ذلك القصيد
قال الطبيب الشاعر:
(ترفّ الأقاحي في سهول الفلاندرس
بين صلبان القبور صفوفاً وراء صفوف
معلماً من معالم المكان الذي نحن فيه
وللقنابر في الفضاء - يا لشجاعتها - لا تزال تغني غناءها،
وندر أن تسمعها الآذان تحتها بين قصف المدافع وانطلاق النيران)
(نحن الموتى!
قبل أيام قليلة كنا أحياء
وكنا نحيا ونحس الفجر الطالع وننظر إلى الشفق الوهاج،
وكنا نحب وكنا محبوبين
ونحن اليوم في سهول الفلاندرس ننام)
(خذوا بأيديكم عنان النضال مع الأعداء،
أيدينا المتخاذلة ألقت إليكم بذلك العنان.