وارفعوا الشعلة عالية. . . ارفعوها ولو بقيت في أيديكم سنوات
فإن نقضتم عهدكم لنا نحن الذين مضينا
فلن ننام في مضاجعنا
ولو ظلت الأقاحي رفافة في السهول)
نظمت هذه الأبيات قبل نيف وعشرين سنة، وعادت الأقاحي ترف في سهول الفلاندرس، وعادت الأجساد تهوي هنالك ألوفاً وراء ألوف، وتناول شاعر إنجليزي القلم من حيث ألقاه الطبيب الكندي الذي قضى قبل أن تنقضي الحرب الماضية فقال:
(الآن، ومن تلك الأرض التي يطل من قبورها الأقحوان
ينهض موتانا كرة أخرى!
علموا من قبل أنهم لا يهجعون
إذا قيل يوماً إنهم عبثاً ماتوا وعبثاً ضرجوا تلك السهول بالدماء.
لقد غرسوا ولم يحصدوا. . . أليس هؤلاء الأعداء يعودون؟
فالآن ينهضون ليحصدوا ما غرسوه، ويحصدوا الكيل ألف كيل.
لأن الموتى كلمة يعرفون كيف يحفظونها، فلا تموت)
والشاعر الذي أضاف هذه الأبيات هو ألفريد نويس صاحب القصائد التي تقرأ اليوم حيث تقرأ اللغة الإنجليزية، ولكنه يحسب نفسه من السعداء إذاً جرى مع الطبيب الكندي في مضمار
وتجري مع هذه النغمة في سهولتها وشجاها أبيات الشاعر المعروف لورنس بنيون التي يرثي فيها لضحايا الحرب ويغبطهم لأنهم لا يشيخون حيث يقول:
إنهم لن يشيخوا كما نشيخ نحن المتروكين
إنهم لن يعرفوا سأم العمر ولن تثقل على كواهلهم السنون.
سنذكرهم حين تهبط الشمس وحين تؤب
(سنذكرهم وهم غالبون!)
أما في الحرب الحاضرة فالشعر الذي نشرته المجلات حتى الآن كثير، والمختار منه قليل
ومن هذا القليل قصيدة للسير روبرت فانسيتارت من رجال السلك السياسي النابهين ومن