للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(من بعض الديار الألمانية يشدو العازفون بالنشيد الخامس العظيم. . . كأن لا حرب هناك

تعيث خلال الديار

يكرمون الفن والخراب جائح

ونصغي في أكواخنا فتنسرب إلينا الأصداء العلوية بين أزيز الطائرات ونذير الدمار

لحن خالد يحمله أي فضاء؟. . . يحمله الفضاء الذي يطير عليه القاذفون ليصطرعوا

صراع الموت تحت نجوم باردة العيون

واللحن الخالد من أرض إلى أرض ومن سماء إلى سماء ينفذ في الأسماع والقلوب

كأنما يخلق الألفة والانسجام حيث أبناء الفناء لا يعرفون الألفة والانسجام

وكأنما ينفث التوفيق والتنسيق في قلوب تنحدر إلى قرار سحيق. . .)

على أننا لا نظلم الشعراء النابهين فنقول إنهم يتخلفون حيث يسبق المصلون المجهولون. ففي الحرب الحاضرة شعر حسن لبعضهم لا يمنعنا أن ننقله إلا أنه لا يقبل الإيجاز والاقتضاب

أما في الحرب الماضية فقد ارتفع فيها (كبلنج) بالشعر الحماسي إلى الذروة التي رفعته الشهرة إليها، ونظم تلك القصيدة التي لا يسمعها إنجليزي إلا سرت في عروقه هزة الحمية وصالت نفسه صولة الكبرياء. ومنها:

الشأو هناك. . .

لا يبلغنا إليه رجاء خادع ولا وهم كذوب

بل فداء من معدن الحديد

فداء بالأوصال والعزائم والأرواح

إنه لواجب واحد علينا

وإنها لحياة واحدة نعطيها

من ذا الذي تنهض قدماه وقد هوت الحرية

ومن ذا الذي يموت وقد عاش الوطن!)

وموعدنا الحين بعد الحين بما نختار من هذه الشذرات، وهي على قلتها بالقياس إلى غيرها مما تتسع له صفحات وصفحات

<<  <  ج:
ص:  >  >>