رسالتي الأدبية، فأنا موكل بتأريق الجفون وتأريث النفوس، ولن يرى مني الناس غير ما يروع ويوهل، فقد ابتلهم المقادير بقلم يقترب إلى الله لتوزيع الروع والهول على الأغنياء الآمنين!
أمثلي يُجزى بمثل الذي أتلقاه من بعض الناس من يوم إلى يوم، وما كنت في كل أدوار حياتي إلا نموذجاً من الصدق والأمانة والإخلاص؟
لبعض الناس الويل، وما أحب أزيد!
طلعت حرب
أخرج الأديب مصطفى كامل الفلكي كتاباً نفسياً عن طلعت حرب باشا، وهو كتاب يسجل أعمال ذلك الرجل العظيم في الميادين الاقتصادية بنزاهة وصدق. وهل يكذب الباحث حين يضيف ألوف الصفات الجميلة بلا تحقيق إلى طلعت حرب؟ أن كلمة (بطل الاستقلال الاقتصادي) هي أصغر كلمة يوصف بها ذلك المصلح الهائل الذي استطاع بالصبر والصدق والمثابرة أن يروض المصريين على الثقة بأنفسهم في ميادين الجد والكفاح والنضال. ولو أن طلعت حرب ظهر في ظروف غير هذه الظروف لكتب عنه الباحثون ألف كتاب، فهو أهل لكل تكريم وإعزاز وإجلال. وقد ينسى الشعب المصري كثيراً من الأسماء اللوامع، ولكنه لن ينسى أسم طلعت حرب، لأن أسم هذا الرجل أعظم وأخطر من أن يجوز عليه النسيان
كتاب الأديب مصطفى كامل الفلكي عن طلعت حرب كتاب نفيس، وهو يمثِّل حرص الشباب على تأثر خطوات ذلك الزعيم الحصيف، ولكن ذلك الكتاب لا يصور من طلعت حرب إلا ناحية واحدة هي الناحية الأقتصادية، وإلا فأين طلعت حرب الأديب والمفكر والمصلح الذي كانت له مواقف في مخاصمة قاسم أمين والاهتمام بمصير قناة السويس؟
وهل صور هذا الكتاب جهود طلعت حرب في إنهاض (الجمعية الخيرية الإسلامية)؟
هل صور هذا الكتاب جهاد طلعت حرب في إعزاز الشخصية الأدبية؟
أن كتاب الأديب مصطفى كامل الفلكي على نفاسته قد أغفل هذه الجوانب، فهل يعود إلى ترجمة طلعت حرب من جديد لنعرف كيف يصير الأديب رجل عمل واقتصاد؟
هنا المشكلة الحقيقية وهي درس الصلة بين الأدب والمعاش، فأين من يفهمنا كيف صار