والأساليب عن اللغات الأوربية الحديثة وخاصة الإنجليزية والألمانية؛ ولولا آلاف المفردات التي أقتبسها المحدثون من أدباء ألمانيا وعلمائها من اللغة اللاتينية وما تفرع عنها ومن اللغات الأوربية الحديثة، وبخاصة الفرنسية والإنجليزية، ما قويت لغة الكتابة بألمانيا على أن تصل إلى الشأو الذي بلغته الآن. . . ومثل هذا يقال في معظم لغات الكتابة في العصر الحاضر
وكثيراً ما تقتبس لغة الكتابة عن اللغات الأخرى بمفردات لها نظير متنها الأصلي. وكثيراً ما تقتبس مفرداً من لغة، وتقتبس نظيره في الدلالة عن لغة أخرى. وإلى هذه الظاهر وما إليها يرجع السبب في كثرة الألفاظ المترادفة (المشترك المعنوي) في لغات الكتابة. فما يذهب إليه بعضهم من أن الترادف بالمعنى الكامل لهذه الكلمة لا وجود له في اللغات ليس صحيحاً إلا فيما يتعلق ببعض لغات المحادثة التي تظل بمأمن من الاحتكاك باللغات الأخرى. أما لغات الكتابة التي يستحيل بقاؤها بمعزل عن غيرها، ولغات المحادثة التي يتاح لها هذا الاحتكاك، فلا تخلو من الترادف بالمعنى الصحيح للسبب الذي ذكرناه
٢ - إحياء الأدباء والعلماء لبعض المفردات القديمة المهجورة فكثيراً ما يلجئون إلى ذلك للتعبير عن معان لا يجدون في المفردات المستعملة ما يعبر عنها تعبيراً دقيقاً، أو لمجرد الرغبة في استخدام كلمات غريبة أوفى الترفع عن المفردات التي لاكتها الألسنة كثيراً
وبكثرة الاستعمال تبعث هذه المفردات خلقاً جديداً، ويزول ما فيها من غرابة، وتندمج في المتداول المألوف. ولا يخفى ما لذلك من أثر في نهضة لغة الكتابة واتساع متنها وزيادة قدرتها على التعبير. وقد سار على هذه الوتيرة بمصر في العصر الحاضر كثير من الأدباء والعلماء والصحفيين، فردوا بذلك إلى اللغة العربية جزءاً كبيراً من ثروتها المفقودة، وكشفوا عن عدة نواح من كنوزها المدفونة في أجداث المعجمات
٣ - خلق الأدباء والعلماء لألفاظ جديدة. فكثيراً ما يلجئون إلى ذلك للتعبير عن أمور لا يجدون في مفردات اللغة المستعملة، ولا في مفرداتها الدائرة ما يعبر عنها تعبيراً دقيقا. ً وقد لا يضطرهم إلى ذلك إلا مجرد الرغبة في الابتداع أو مجانبة الألفاظ المتداولة المألوفة، أو إبراز المعنى في صورة رائعة وتثبيته في الأذهان وتذليل سبل انتشاره بالإغراب في تسميته. وقد عم استخدام هذه الطريقة في الأمم الأوربية منذ القرن التاسع عشر، وكثر