للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذلك نبوءات بالطيران

وفي هذا الجزء شعر كثير للمتقدمين لم يقصد به أن يكون من شعر الحرب ولكنه صار من شعرها لما أفادته المناسبة معنى جديداً - مثله في ذلك كمثل البيت الذي بدأت به هذه الكلمة

أذكر هذا بمناسبة المقال الممتع الذي دبجته براعة العقاد في صدر العدد الأخير من الرسالة والذي تحدث فيه عن نوعين من شعر الحرب نوع يكتب بعدها ليؤرخها وهو شعر الملاحم، ونوع يكتب في عهدها ليصفها

ولكن هذا النوع الثالث الذي لم يشر إليه العقاد لندرته هو الذي كتب قبل الحروب ولم يقصد به إلى وصف معنى من معانيها ولكنه تضمن من المشاعر أو الأخيلة ما أسفرت الحرب عن خروجه من حيز المعاني التي يراها الشعراء إلى عالم الحس الذي يراه الجميع

ولعلي أستطيع ترجمة بعض هذه المختارات فهي من غير النوع الذي ينشأ مع الحرب ويموت معها

(الإسكندرية)

عبد اللطيف النشار

الحرب والشعر العربي

كتب الكاتب الكبير الأستاذ العقاد بالعدد الماضي من الرسالة في (الحرب والشعر) يقول بأن الحروب والثورات تشحذ ملكات الخطابة ولا تشحذ ملكات الشعر، بل تلجئها أحياناً إلى الصمت والركود، وفند القول بأن الملاحم الكبرى التي نظمت عن حروب الأمم البائدة تستدعي النظم وتلقح فراغ الشعراء إلى أن قال (إلا أن النفوس لا تخلو من الشعر في إبان المعامع والمذابح البشرية، فهي لا تميته ولا تحجر عليه، ولا تمنع الأذهان فينة بعد فينة أن تنصرف إليه، وكل ما هنالك أنها ليست باللقاح الجيد لقرائح الشعراء) وعرض بعض ما قاله شعراء الغرب من الشعر القليل في الحرب الماضية والحرب الحاضرة

ساق الأستاذ الكبير كل ذلك ببيانه الرائع ومنطقه السديد. وكتابة الأستاذ العقاد تبعث على التأمل والنقاش. فلما رأيته يسير في بحثه على ضوء الشعر الغربي والحوادث الغربية فيرى الحروب لا تشحذ ملكة الشعر - جعلت أستضيء بالشعر العربي والحروب العربية

<<  <  ج:
ص:  >  >>