أم كلثوم تغني في عصرنا هذا كلاماً عربياً فصيحاً، أفلا تغني للرشيد غناءً عربياً؟ وكيف يكون حوار القصة بلغة والغناء بلغة أخرى؟
وشيء أخر يجب التنبيه إليه في هذا القلم وهو أن المعروف في العصور الإسلامية - أن الجواري مغنيات وغير مغنيات - كن رقيقات يأسرهن المسلمون في حروبهم مع الأعداء. ولكن دنانير فتاة عربية من قلب البادية وليست أخيذة حرب، فكيف تعيش في قصر جعفر وتعاشره - على حبها - كجارية من جواريه. . .؟ ثم كيف يطلب الرشيد ضمها إلى جواريه وهي تلك العربية الحرة. . .؟
ع. ح. خ
رأيان يتناقضان
حضرة الأستاذ الكبير صاحب الرسالة
تحيتي وإجلالي وبعد فقد قرأت بعدد (الرسالة) ٣٨١ مقالاً بعنوان (٤٥٠٠ ثانية في صحبة أم كلثوم) للدكتور زكي مبارك. ولكني عدت من جولتي مع الدكتور أتراوح بين الشك واليقين في روح أم كلثوم الذي وعدنا الدكتور أن يتحفه بصورة وصفية. فهو يقول في افتتاحية مقاله (مع العرفان بأني لم أقل غير الحق في ذلك الروح اللطيف) ثم يقول في ختاميته (فأين من يحول هذه الفتاة إلى روح لطيف يشيع في المجتمع معاني الأنس والانشراح؟)
فكيف يجوز لرجل أن يطلب خفة الروح لروح خفيف؟ اللهم إلا إذا طلب لذلك الروح المزيد من تلك الخفة.
يا دكتور هل أخذتك فتنة من إحدى (ذوات الخد الأسيل والطرف الغضيض) فاضطربت في مخيلتك الأفكار؟ ورحت تأخذ وتعطي من صفاتها؟
أم كانت خفيفة الروح حين أرضتك، عديمة الخفة حين أغضبتك؟
لعل القلم لم يند في هذه المرة، ولعل مدير المطبعة لم يصل مقالاً بمقال، ولعلني لا أهاجم من دكتورنا بامتحان ذي عشرة أسئلة. . .