جاء في مقال الأستاذ على الطنطاوي (القبر التائه) الفقرة (أما تاريخ الإنسانية العاشقة فإنهم (الناس) يزدرونه ويترفعون عن حفظه ويرون من الخطر على الأخلاق أن يدرس في المدارس - وكذلك أرى أنا -)
من ذلك عرفنا أن الأستاذ يتفق رأيه مع الناس في خطر دراسة تاريخ الإنسانية العاشقة على الأخلاق، غير أن الأستاذ عاد وقال:(ولنتخذ منه (الحب) سلاحاً نحارب به الفسوق والدعارة والغلظة والوحشية ولنستكمل به إنسانيتنا)
فالأستاذ بقوله هذا يدعوا إلى إصلاح الأخلاق واستكمال الإنسانية عن طريق الحب. فكيف يدعونا إلى هذا وقد رأى معنا أن في مجرد دراسة تاريخ الإنسانية العاشقة خطراً على الأخلاق؟ وكيف تكون أخلاقنا لو سلكنا هذا الطريق؟
هذا ما نسأل الأستاذ عنه وأنا في انتظار ما به يجيب وله مني أعظم شكر وأطيب تحية
عبد العظيم حسن زيد
في فلم دنانير
أبتدأ عرض (فلم دنانير) في سينما ستديو مصر، وانتقلت بنا الشاشة البيضاء إلى بغداد وإلى عصر الرشيد، فرأينا بيئة عربية وسمعنا حوراً عربياً، وغنت أم كلثوم (دنانير) في أول الأمر غناءً عربياً، وكان كل ما نرى ونسمع عربياً صريحاً، ثم إذا بنا نسمع دنانير تغني أمام الرشيد ووزيره جعفر باللهجة العامية الخالصة:
هلالك هل لعيننا ... فرحنا له وغنينا
وقلنا السعد حيجينا ... على قدومك يا ليلة العيد
فيتبدد الخيال المحبوك وتصدمنا الحقيقة الواقعة، وهي أن أغاني الرواية الواقعة حوادثها في عصر الرشيد، وذات الحوار العربي - معظمها عامي. . . ولعمري لقد أبدعت أم كلثوم في القصائد العربية التي غنتها أيما إبداع، فما الداعي لأن يتردد هذا الصوت الحنون في جنبات قصر جعفر بعاميتنا الحاضرة، فنسمع أمثال: