فما هو الدواء الذي يصفه (فرويد) لمعالجة العلة التي وصفها؟
إن علم تحليل النفس يقرر نظرياً تفوق العقل الباطن والغرائز على العقل الواعي، ويقرر عملياً أن تغلب العقل الواعي هو الوسيلة الوحيدة لشفاء الإنسان
ترى هل يصف (فرويد) للمجتمع ما قرره من قبل للفرد بعد ان لاحظ ما في قوله من الاختلاف بين النظريات وبين العمليات، وهو الذي قرر بشكل حاسم أن الغرائز حاسم أن الغرائز الهمجية هي التي تسيطر على العقل
كان فرويد قد شهد الحرب الأخيرة، ولاحظ تغلب الغرائز على العقل، فلم يقرر علاجه تقريراً باتاً ولكنه رجا أن تصل إليه اليد الإنسانية بعد ردح من الزمان متعللاً بالأماني فقال:(نستطيع أن نستمر على القول في حق بأن العقل الإنساني ضعيف إذا قيس بالغرائز، ولكن هذا الضعف أمر عجيب. إن صوت العقل خافت ولكنه لا يفتأ يتردد حتى يسمع، والعقل لا أشك واصل إلى غايته في النهاية بالرغم من اندحاره أكثر من مرة، وهي ظاهرة من المسائل النادرة التي تحملنا على التفاؤل في مصير الإنسانية. إن تفوق العقل قائم في منطقة نائية، ولكنها ربما كانت غير بعيدة المنال)
وكان آخر مؤلفات (فرويد) كتابه عن موسى وفكرة التوحيد عند اليهود، وهو الكتاب الذي قرر أن موسى لم يكن من العبريين، وأنه كان مصرياً مستدلاً على ذلك باسمه. إن كلمة (موسى) في رأيه مصرية معناها الطفل أو العبد بدليل أسم الملك (تحوتمس) أو (تحوت موسى) أي عبد (تحوت) فيكون أسم موسى اختزالاً كما نقول بالعربية (عبده) لعبد الله. وقد أطلقت أبنه فرعون عليه هذا الاسم المصري الذي لم يكن معروفاً عند العبرانيين
كان موسى من رجال حاشية الملك إخناتون الذي كان أول من قال بالتوحيد عند قدماء المصريين، وجرى بعد وفاة هذا الملك أن ثار الكهنة واستردوا سلطانهم فتفرق أشياعه، ومنهم موسى الذي هرب من مصر وأخذ معه الإسرائيليين لأنهم كانوا مستعبدين مضطهدين
وقد عرض في كتابه لأدلة عديدة مثل مصرية أسماء اللاوبين الذين يقول إنهم كانوا أشياع موسى، واقتباس العبريين عن المصريين الختان وتابوت العهد وهندسة بيت المقدس إلى غير ذلك مما يطول بنا بيانه.