عن زكي مبارك الأديب. وليتهم قالوا عن القلب المبارك الأديب!
أيها القراء إن أردتم معرفة زكي مبارك الرجل فأنا أقول: إنه الوفاء والشهامة والسهولة في الطبع. . . وإن أردتم معرفة زكي مبارك الأديب أو القلب المبارك الأديب واحترتم في أمره فعليكم بما كتب وما سوف يكتب في عالم الحب والجمال وصوفية الحب والجمال
هناك تلمسونه روحاً تتدفق، وقلباً يعرف كيف يحب وكيف يكره، كيف يصارح وكيف يرائي، كيف يتألم فيستر الألم لعزة في نفسه، ويفرح فيملأ الدنيا غناء، لأنه قلب إنساني كما قلت لا يحب أن ينعم وحده. بل يسعده أن يُطلع قلوب الغير على أطياف السعادة!
أيها الحائرون في أمر الدكتور، أنا لا أرى سبيلاً للحيرة في أمره. وكيف تصح الحيرة في رجل (يقتل الوقت والعافية في تذكر القلوب الغوادر، وفي دنياه تكاليف تميد من أثقالها الجبال. لأن الموجب معروف وهو الوثاق المسطور في اللوح المحفوظ بألا تعيش روح إلا مجذوبة إلى روح).
كيف الحيرة في رجل يرى من يكذبه صادقاً. لأنه كاذب في تصوير ما يعانيه!
تلك يا دكتور فلسفة جميلة، وأجمل منها أنك أحكت أحبولة الرياء وجه الوشاة والعذال. إنه رياء نبيل حقاً. . . ولكني في حيرة من أمر ذلك الرياء الذي تقربت إلى الله به. وأنا في حيرة فهل لك أن تأخذ بيد صديقك من الظلمة فيطمئن قلبه عليك وعلى نفسه! أهو رياء المجد كل ما فيه حب ووفاء!. . . ما أصدق حنين القلم وما أجمل العودة إلى الروض!
يا صديقي. . . لست أدري أي سحر في ظلال دوحة أفكارك استطاع أن يخرجني من صمت ظننته لا يفارقني ولا أفارقه. . . أي سحر يا صديقي أي سحر!
ترىُ هل ودعني الأدب يوم ودعته لغير عودة، وفي نفسه أن يعود، وأن يكون بعثه على يدك يا دكتور، وإلا فما هذا الصوت الغريب الذي يناديني من ثغور أزهارك؟ وما هذه الألوان النفسية الصوفية التي تغمرني من خواطرك الجريحة في الشوق والحب!
تسأل يا دكتور ماذا تضمر الدنيا في أيامها المقبلات؟! إنها تضمر الخير والحب والنور والمجد، وما كان لها سوى أن تضمر ذلك للقلب الذي صير الحديث عن الوفاء والحب شريعة من شرائع الوجود!! للقلب الذي يسأل أين بائع النسيان؟ وأين بائع السلوان؟ للقلب الذي علمته صوفية الحب ألا يرائي من يبغض، ويرائي من يحب!! إنها القلوب أيضاً يا