للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

دكتور لها من منطق شعورها صراحة لا يعرفها سوى الذين خلقوا وكل ما فيهم قلوب حية!!

يا طالما أحسست في نفسي شيئاً لم أستطيع إدراكه، ومر على قلبي إحساس لم تفسره دقاته! ولكنني اليوم واليوم فقط علمت هذا الشيء وعرفت هذا الإحساس. إنها أغنية العودة إلى الروض، أغنية القلم تذكرني بأيامه ولياليه، بل بأيامنا وليالينا أيام كنا يا دكتور نصل الحديث بالحديث، نتقابل لنتكلم في النثر والشعر، ونفترق لنعود للنثر والشعر. . . أيام كانت نفس تشعر بالحياة لأن كل شيء في الحياة يشعر بها. . . وقبل أن تسود الضمائر وتجحد الأيادي!

. . . لا يكاد يظهر كتاب حتى نقتله بحثاً أو ننقده نقداً نزيهاً يعلمه الدكتور. تذكرت هذه الأيام والليالي، وما كان منا في هذه الأيام والليالي، وهاجت الذكرى في نفسي فأصبحت شعوراً قوياً وكبر الشعور للقوي فصار رغبة، وتجسمت الرغبة فكانت عودة إلى الروض، الروض الحبيب، روض الأدب، وكنت أنت باعث هذه الرغبة وصاحب الفضل في تلك العودة

فيا أيها القلم تحية لقاء حبيب مني!. . . علم الله ما تركتك زاهداً. . . إنما عز علي أن أشرعك في وجه من يشرع في وجههم السيف وشيء آخر أحقر من السيف! ولكنها عودة جميلة. . . ومن العيب أن أناديك فلا تلبي النداء. . . إن الروض قد ابتسمت أزهاره فلم لا تبتسم. . . وإن رفاق الفكر والقلب ينتظرون منك الأغنية. . . والعودة إلى الروض. . . بعد أن ظن رفاق السوء أنها غفوة لا صحوة بعدها! أيها القلم، عزيز على هذه الغيبة الطويلة. . . وحبيب إلى هذه العودة الجميلة. . . وليعلم الذين جحدوا آياتك. . . أن الدائرة تدور. . . وأنك بالمرصاد! وأن القلب الكريم إن هو لم يثر في وجه المعتدي يوماً فله عودة وعودته غير عودته إلى الروض!

(المنصورة)

محمود البشبيشي

<<  <  ج:
ص:  >  >>