مسرحية (مفرق الطريق) أوسع نطاقاً من الرمزية التي حددها الأستاذ متولي، نقلاً عن (ريبو) وحده في كتابه (المخيلة الخلاقة. باريس سنة ١٩٠٠)
الأستاذ متولي يقول بلسان (ريبو): (إن الرمزية في الفن تستخف بتمثيل العالم الخارجي تمثيلاً صادقاً فإذا الناس والأشياء ثمر دون أن تنطبع بزمان أو مكان، ولكنها تمضي وما تدري أين حصلت ولا متى، فلا هي تمت بصلة إلى أي بلد ولا هي تمثل عصراً بذاته)، ولما كانت (مفرق الطريق) تعرض صوراً محلية تجري حوادثها في مصر؛ وما دام بشر فارس قد أسمعي بطل مسرحيته (هو) وأسمى بطلتها (سميرة)، إذن فالمسرحية لا تمت في نظر الأستاذ متولي إلى الرمزية في شيء وأنها محاولة مخفقة، وأن مؤلفها لا يصح له أن يؤلف، إلى غير ذلك من العبارات التي أصدرها بمراسيم تحمل أسمه الكبير!!!
سجل متولي هذا في أول مقال له فرددنا عليه في مقالنا السابق
١ - بأن (ريبو) واحد ممن كتبوا في علم النفس وأن ما أدلى به هذا (الريبو) بصدد الرمزية في الأدب، قد فات أوانه بعد أن انبسطت للرمزية أطراف جديدة أخذ بها مؤلفون محدثون في تأليف المسرحية والقصص والشعر، وذكرنا أسماء لبعض هؤلاء المؤلفين وكلهم من المبرزين في عالم الأدب الرفيع أمثال (بيراندللو)، (جيرودو)، (حانتيون)؛ وهم مؤلفو مسرحيات رمزية صميمة لم تتقيد بآراء (ريبو) من حيث الاستخفاف بتمثيل العالم الخارجي وغير ذلك؛ بل هي مسرحيات تنطبع بزمان ومكان، وشخوصها يحملون أسماء كسائر الناس، وتجري حوادثها في مدن معروفة. وذلك أن الرمزية المستحدثة أصبح مدراها الأول استكناه خفايا النفس وبواطن الشياء، أو بمعنى آخر (استنباط ما وراء الحس من المحسوسات الخ)، كما أورده بشر فارس في مقدمته لمسرحيته المذكورة
٢ - ولم نقف من هذه الأقوال عند مجرد الرد فحسب، وإنما أضفنا إلى هذا النقص عند (ريبو) ذكر نقص آخر، قرره العالم (أبيل راي أستاذ تاريخ العلوم وفلسفتها بجامعة السربون. وذلك في بحث له عن الاختراع بكتاب لجورج دوماس (صفحة ١٤٤١ السطر ١٤ - ٢٠ الجزء الثاني طبعة باريس ١٩٢٤) هذا نصه:
' , ' - ' - , '
ومجمل ترجمته:(يلوح لنا أن علم النفس عند (ريبو) في مسائل (المخيلة) والاختراع لا