يزال تحت تأثير النظرية الآلية البسيطة الخاصة بتجزؤ الذهن إلى ذرات متجاورة)
٣ - وأيدنا هذا النقص بذكر تقدم علم النفس في هذه المسألة بعينها على أيدي الفيلسوفين (وليم جيمس) و (بريجسون)!
(وقبل أن أنتقل من هذه النقطة أرجو القارئ أن يقف قليلاً أمام هذا النص الفرنسي ومجمل ترجمته فله قصة طريفة سنوردها بعد قليل!)
٤ - ولم نكتف بكل هذا، وهو من صميم العلم الذي لا ترقي إليه الشبهات، بل رجعنا إلى (ريبو) نفسه في كتابه المذكور (المخيلة الخلاقة) ووقفنا عند النص الذي اقتطعه الأستاذ متولي ليدعم دعواه في الرمزية، فوجدنا، ويا للعجب، أن (ريبو) لم يتحرج التحرج الذي أراده متولي، إذ أنه، أي (ريبو) لم يحتم التحتيم كله أن أن تكون الرمزية ممعنة في الإبهام إذ يقول (إنه كثيراً ما تفلت الرمزية - في عهده طبعاً - من التحديد الزماني والمكاني، وإذ يقول إن الأسماء، أسماء الأشخاص في المسرحية يعبر عنها أحياناً بهو أو هي، أو هم!
٥ - ثم تساهلنا مع الأستاذ متولي فقلنا إنه على فرض أن (ريبو) إله في علم النفس، وأن آراءه في الرمزية لم يشحب لونها، وعلى فرض أن العلماء مثل لم تطعن في صحة موقف (ريبو) في كلامه عن (الاختراع) و (المخيلة) كما قدمنا، على فرض كل هذا، فإنه من الغريب أن يأتي متولي عام ١٩٤٠ فيفرض على كل كاتب في الرمزية أن يخضع ما يكتبه فيها لآراء (ريبو)، فيقول للدكتور بشر فارس إما أن تنشئ على آراء (ريبو) وإما فما تنشئته لا يمت إلى الرمزية بصلة ما! ثم سألناه، بعد أن قررنا له أن العلم يتقدم والنظريات تتطور: وما نفع مسايره الأدب - وفيه الرمزية - للعلم في تقدمه وفي مستحدثاته؟
أين موضوعية النقد يا أستاذ؟
بهذا المنطق الواضح والبرهان المستقيم دفعنا أقوال الأستاذ متولي، وهي أقوال أتخذها أساساً لانتقاص مسرحية (مفرق الطريق)، فلم يدفع ما أدلينا به بحجة علمية واحدة مع أن ما نحن بصدده في هذا يؤلف جوهر الموضوع!
فهل قرأ متولي هذا في مقالنا ولم يفهمه، أو هو قرأه ووعاه ثم أسقطه من حسابه في رده علينا خشية أن يبدو أمام القراء في غيبوبة وتباطؤ في التحصيل لا يصح أن يكون عليهما