طريف. قال: إذا أستغرق العبد من مقام الشهود، وبت أسبابه بالعالم وما فيه من مخلوقات بائدة ليس لها وجود. فلا داعي للذكر حينئذ، لأنه في حال دونها كل ذكر. وكيف يذكر من يراه ومن لا يغيب عنه طرفة عين؟ لا. إن شمس الذات العلية مشرقة لا تغيب، وضاءة لا تحتجب، فذكر الله يدل على غيبته، وهو سبحانه حاضر مشاهد لا يفنى، وهو معكم أينما كنتم. اهـ باختصار.
وحديث القوم لا يفهمه غيرهم لأن لهم رموزاً تدق على الإفهام
محمود محمد بكر هلال
الأدب والانتحار
منذ شهرين أنتحر الأستاذ إسماعيل أحمد أدهم بأن ألقى بنفسه في أليم ليذيب فيه أحزانه ويدفن أحلامه. وأختار الأستاذ الموت على هذه الصورة ليروي ظمأه ويطفي حرارته
وفي هذا الأسبوع انتحر الأستاذ فخري أبو السعود بأن أطلق على رأسه الرصاص
والأستاذ أبو السعود ليس غريباً عن قراء الرسالة فقد ساهم في تحريرها عدة أعوام
فهل كان اتفاقاً أن ينتحر أديبان لهما قيمتها في المحيط الأدبي؟
أم هي مصادفة ألقت بها المقادير في هذه الأيام التي كثرت فيها العجائب وطغى الشر
وأين أثر البحر الذي يشيد به الدكتور زكي مبارك في أعصاب هذين الأديبين
الواقع أن الأديب رجل مرهف الحس شديد التأثر، له من المنى ما أخفق فيه وما تحقق، وحتى هؤلاء الذين ظفروا ببعض الأماني يشعرون بالغبن ويحسون بالنقص
فلن تكن مصادفة أن ينتحر أديبان في مدة وجيزة وفي بلد واحد هو الإسكندرية
وإنما هو الألم. . . ولعل الأدباء يفكرون في علاج هذه الظاهرة قبل أن تجر عليهم الفناء
رحم الله الأستاذ فخري وأجزل لأدهم الثواب
عبد العزيز سالم
الحرب والشعر
تفضل الأستاذ الكبير عباس محمود العقاد فأتحف قراء (الرسالة) ببحثه التحليلي الممتع في العدد الماضي، وقد قرر فيه أن الحروب لا تشحذ ملكات الشعر، لأن الشعر فردي، وإن ما