أحمد أمين يمثل صورة الرجل المسئول، والرجل المسئول مسكين مسكين مسكين، هو مسئول أمام أهله وأبنائه وأصدقائه وأعدائه، وهو مسئول أما تلاميذه بكلية الآداب، وقد كففت عنه قلمي منذ اليوم الذي عين فيه عميداً لكلية الآداب، لأن الغض من عميد تلك الكلية خروج على ما لها في عنقي من عهود ومواثيق
ومعنى ذلك أنني أحب أن يقرأ طلبة السنة التوجيهية كتاب (فيض الخاطر) بتدبر وإمعان، لأنه حقاً وصدقاً كتاب نفيس، ولأنه صورة لرجل كريم لم يأخذ عليه خصومه غير هنوات لا تغض من أقدار الرجال، ومن الدليل على كمال الرجولة أن يكون فيها ما يعاب، لأن الرجولة الحق مزاج من الرشد والغي والهدى والضلال
ثم ماذا؟ ثم أنتقل إلى كتاب (وحي الرسالة) بمثل هذا الأسلوب من الصدق في تشريح أغراض المؤلفين، وأنا أرجو أن يقبل طلبة السنة التوجيهية على هذه المؤلفات بشغف وشوق، ليكونوا برعاية الله أنصاراً أوفياء للأدب الحديث.