للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الخامس) من الكتاب نفسه (ص١٠٧) لنضيف إلى ما تقدم ذكره، تأثير فلسفة برجيسون في الرمزية عن طريق تغليب (البصيرة) على الذكاء والمنطق

وعليه فظاهر مما تقدم أن آراء برجيسون في علم النفس أثرت في الرمزيين ومن ذهبوا إلى استكناء العوالم الخفية، بعد أن نفى برجيسون مقدرة الذكاء والمنطق، وأكد تغليب الحياة الباطنة على الحياة الظاهرية. وكفى هذا دلالة على انبساط أطراف هذه الآراء على الرمزية وما تشعب منها فأفادت منها

(٣) أين هذا النص؟

وهناك في مقال الأستاذ متولي مثال ثالث ساقه لي ليقيم الحجة على أنه (يعرف موضوعه لدرجة تسمح له أن يصحح لي وللدكتور بشر فارس أوهاماً علمية نعيش فيها)

يقول متولي إن كتاب لجورجدوماس (طبعة ١٩٢٣ - ١٩٢٤)، وهو الكتاب الذي كان اعتمادنا عليه في التدليل القاطع على أن آراء (ريبو) في الرمزية فات أوانها. . . متولي يقول إن طبعة هذا الكتاب (منسوخة لأنها تطبع الآن في تسعة أجزاء زيادات وتفصيلات، وقد ظهر الجزء الخامس منها عام ١٩٣٦. . . الخ)

والذي ندلي به هذا أنه من الجائز أن يعاد طبع هذا الكتاب، وأن تدخل عليه زيادات وتفصيلات، ولكن الذي لا نجيزه أن يختلق الأستاذ متولي أن الكتاب قد (نسخ) ولما يمض على الطبعة التي اعتمدنا عليها عشر سنوات، لأن (النسخ) إنما يأتي عن طريق إحلال آراء مكان آراء، وما على وما على الأستاذ متولي إلا أن يقدم النص الجديد في الطبعة الجديدة. وهو النص الذي ينسخ النص الأول الذي سقناه عن كاتبه العلامة (أبيل راي الذي عقد فصلاً بعنوان (الاختراع) في الجزء الثاني من الكتاب المذكور ص٤٢٦، وفيه طعن في نظرية (ريبو) النفسية. . .

بيد أننا نؤكد أن متولي لن يقدم هذا النص، وعليه فسيبقى قائماً طعن (أبيل راي) في (مخيلة) ريبو، من حيث إنها خاضعة بعض الشيء لمذهب (الذرية الذهنية) وهو مذهب لا يؤخذ به اليوم. سيبقى هذا الطعن قائماً على الرغم من أنف الأستاذ متولي، مادام نظر العلماء إلى مذهب (الذرية الذهنية) حتى يومنا هذا يرفض الأخذ به

وقد يتساءل القارئ: لماذا يفتعل متولي هذه الأفاعيل ويفتئت على الآراء الفلسفية متحرجاً

<<  <  ج:
ص:  >  >>