ويضاف إلى فكرة الأغراب فكرة الاجتهاد، ومعنى ذلك أن الزيات يحاول إيجاد ألفاظ عربية لبعض الألفاظ الفنية المنقولة من لغات أعجمية، كالذي صنع في إيثار لفظة (التناظر) بمعنى (السيمترية)
ولهذه اللفظة نظائر في كتاب (وحي الرسالة) وللطالب مسئول عن تقييد تلك النظائر، ليقيم الدليل على أنه ساير المؤلف في ميدان الاجتهاد
الموضوع
قلنا إن هذا الكتاب هو مختار افتتاحيات (الرسالة) في ست سنين، والرسالة مجلة أدبية، ولكنها مع ذلك صحيفة أسبوعية تواجه تطورات الحوادث الاجتماعية والوطنية، والمجتمع في نظر الزيات هو المجتمع المصري والعربي والإسلامي، ومن هنا جاز أن تكون في أبحاثه الاجتماعية آراء متصلة بالعرب والمسلمين في بلاد لا تصلها بمصر غير روابط اللغة والدين. وهذا المذهب يبدو لقصار النظر بعيداً عن (النزعة المصرية) النزعة التي خلقتها أوربا باسم (القوميات) ولكن المصري الحصيف يدرك جيداً أن هذا المذهب متصل أوثق الاتصال بالوطنية المصرية، لأن مصر في سرائر أبنائها الأحرار تريد أن تكون صلة الوصل بين الشرق والغرب، ويهمها أن تحيي العواطف التي تربط أمم الشرق بعضها ببعض، وذلك (الإحياء) لا يتيسر إلا بفهم ما يعتلج في صدور أمم الشرق من آلام وآمال
فإن استطاع الطالب أن يفهم الموضوعات المتصلة بهذا الغرض كان ذلك شاهداً على أنه قرأ الكتاب بعناية وإدراك
فما تلك الموضوعات؟ الطالب هو المسؤول، فقد شبعت من الابتلاء بمكاره الامتحان في جامعة القاهرة وجامعة باريس!
وبجانب الموضوعات العربية والإسلامية تنهض الموضوعات المصرية، الموضوعات التي تمثل الزيات كاتباً مصرياً يصوّر ما في الضمير المصري من قلق وتوثب وطموح في ميادين الأدب والسياسة والاقتصاد
فالزيات زار الأقصر وشهد ما خلف المصريون القدماء في ذلك الوادي الأفيح، فما الذي