للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والأمن بين البدو الرحل قاطني الصحراء.

وبالرغم من أن والده سماه المهدي فإنه لا يوجد أقل دليل على أنه أدعى أنه المهدي المنتظر ولو أن أتباعه يعتقدون فيه ذلك.

وحينما قام محمد أحمد الدنقلاوي بثورته على المصريين في شرق السودان وادعى أنه المهدي المنتظر قلق السنوسي وأرسل وفداً عن طريق وادي إلى محمد أحمد فوصل الوفد إلى معسكره في سنة ١٨٨٣ بعد سقوط مدينة الأبيض بوقت قليل. ونترك هنا للسير ريجنالد ونجت وصف ما حدث كما جاء بكتابه عن المهدية والسودان المصري الذي ظهر سنة ١٨٩١.

كان وفد السنوسي مشبعاً بتعاليم السنوسية الدينية والأخلاقية فراع الوفد المذابح والخراب البادي حول محمد أحمد أينما حل، وكان الوفد يشعر بأن هداية العالم بواسطة المهدي المنتظر تكون بتأثيره في الغير كي يحيا الناس حياة صحيحة معتدلة عمادها العمل الشريف والاعتماد على النفس. وقد شاطر السنوسي المهدي وفده هذا الشعور وقرر قطع كل صلة بالمهدي السوداني بالرغم من أن محمد أحمد أرسل إليه مرتين ليقبل أن يكون أحد خلفائه الأربعة، رامياً بذلك أن يكسب تأييد السنوسي ذي التأثير العظيم على المصريين، ولكن ظلت رسالتاه بلا رد. وفي الوقت نفسه حذر أهالي واداي وبرنو والبلاد المجاورة بأن ينفضوا أيديهم من كل ما له علاقة بأمور السودان. ويجب ألا يخفي أن الثورة التي حدثت في سنة ١٨٨٨ وسنة ١٨٨٩ في دارفور ضد الخليفة عبد الله التعايشي كانت تدار باسم السنوسي.

اشتباك السنوسية مع الفرنسيين

قلق الأتراك من ازدياد شهرة الشيخ السنوسي مرة أخرى. وقد لاحظ السلطان عبد الحميد الثاني أن سلطة الشيخ في كثير من أجزاء طرابلس وبنغازي أعظم من سلطة الحكام العثمانيين. ففي سنة ١٨٨٩ زار الشيخ السنوسي في جغبوب حاكم بنغازي التركي على راس بعض قواته. وكان هذا الحادث سبباً في ترك الشيخ لجغبوب ونقل مركزه إلى الجوف في واحة الكفرة، وهو مكان بعيد بعداً كافياً يجعله في مأمن من أي هجوم مفاجئ

وحوالي هذا الوقت بدا خطر جديد على السنوسية، وهو أن الفرنسيين كانوا يزحفون من

<<  <  ج:
ص:  >  >>