للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يؤلف بين السطور الباطنة المبهجة ويستخرج منها رموزاً يستعملها كما هي بعكس الرمز في الفن الذي يحصل من (تحليل الصور) والحركات والألوان؟).

وإلى القارئ نص (ريبو) (ص١٨٧ س١٧ - ٣٠)

(إن مصدر طرافة المخيلة الصوفية أنها تحول الصور المعينة إلى صور فتستعملها على أنها كذلك لا كما هي، ونوع تعبير المخيلة الصوفية لابد له من أن يكون تركيباً.

وتختلف الرمزية الصوفية - بسبب هذا النوع وبالأدوات التي تستخدمها - عن المخيلة الشعورية

التي وصفتها آنفاً (السيالة) وعن المخيلة الإحساسية (يعني المصورة) التي (تستخدم) الصور والحركات والألوان على أنها لها قيم خاصة)

فالقارئ يرى أن متولي عكس الكلام وقلب الحقائق، إذ نسب إلى (المخيلة السيالة) ما نسبه (ريبو) إلى (المخيلة المصورة) من أن الصور والحركات والألوان (تستخدم) لديها، (لا تحلل كما توهم متولي في الترجمة!) على أن لها قيما خاصة، وقد تقدم بالقارئ أن (المخيلة السيالة) ضد (المخيلة المصورة) وهانحن أولاء نسجل نص (ريبو) في التفرقة بين هاتين المخيلتين كما هو وارد في الكتاب المذكور ص ١٦٣س١ - ٢، ص ١٦٥س٤

' , , '

٣ - ويقول الأستاذ متولي: (ثم ما رأيك في أن (ريبو) يقصد بالرمز في الفن أن يفقد بعض الألفاظ استعماله المعقول المعروف ليدل على معنى جديد بينما أنت).

وإلى القارئ نص ريبو (ص١٧٠) عند الكلام على أساليب الكتاب الرمزيين الذين يعمدون إلى الإيحاء في التعبير ويترجمون بالألفاظ عن اضطراباتهم أكثر مما يترجمون عن تمثلاتهم: (الأسلوب الأول أن تُستعمل الألفاظ الجارية مع تبديل مدلولاتها المتعارفة، أو أن يؤلف بينها بحيث تفقد معانيها المحددة، وأما الأسلوب الثاني فاستعمال ألفاظ جديدة أو ألفاظ مهجورة، وأما الأسلوب الثالث - وهو الأقطع هنا - فإن تجعل للألفاظ قيمة اضطرابية فحسب).

فأنت ترى أن السيد متولي أستشهد بجزء من كلام (ريبو) ليؤيد نظره المغرض، وإلا فكيف يبرر وقوفه عند الشطر الأول من الأسلوب الأول لكتاب الرمزيين، ثم تركه الشطر الثاني

<<  <  ج:
ص:  >  >>