العبارة تحتاج إلى تأمل قليل، ومن واجب الكاتب أن يجعل تعبيره أوضح من أن يحوج القارئ إلى تأمل ما يريد.
والذي ينظر في كتاب حافظ عفيفي لا يشعر أنه أجنبي يكتب عن الإنجليز، فقد ملك المؤلف ناصية الموضوع بحيث يظن القارئ أنه ينظر في كتاب ألفه أحد أبناء تلك البلاد، ومع ذلك نلمح في مواطن قليلة أن المؤلف أستأسر للمراجع، كأن يذكر عدد الجرائد في إنجلترا سنة ١٨٢٨ وسنة ١٨٨٦ وسنة ١٩٠٩، وكان المنتظر أن يذكر عدد الجرائد في الوقت الذي ألف فيه الكتاب، ولكنه فيما نرجع وقف عند أحد المراجع التي نشرت من قبل ولم يشغل نفسه بتحديد ما جد في تطور الصحافة بعد ذلك الحين
توجيهات
ينقسم كتاب حافظ عفيفي إلى ستة ابواب، وتنقسم الأبواب إلى فصول، فضلاً عما فيه من مقدمات تشتمل على محصول نفيس. ولن يستطيع الطالب أن يقول إنه استفاد من مراجعة هذا الكتاب إلا إذا جمع لنفسه خلاصة وافية لما كتب المؤلف عن تاريخ الحياة الدستورية، وما قاله عن السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية، وما فصل من الحديث عن الصحافة والأحزاب، وحرية التجارة والحماية الجمركية، وما شرح من أحوال الميزانية ونظام البنوك، وما دون من أغراض التعليم وأنظمة الجامعات، وما قيد من خصائص القضاء وأنواع المحاكم ومجالس التشريع، وما تعرض له في سرد أطوار الإمبراطورية البريطانية
تلك ملامح هذا الكتاب، أما جوهر المحصول فهو ثمين إلى أبعد الحدود، وهو مع ذلك سهل المنال على الطالب الذي أجتاز مرحلة الثقافة العامة بوعي وإدراك
ولكن كيف يجمع الطالب لنفسه تلك الخلاصة الوافية؟ لنفرض أنه شرع في الباب الخاص بتكوين الرأي العام فقرأ الفصل الأول عن الصحافة الإنجليزية، فماذا يفيد حين يقرأ هذا الفصل؟
يفيد تطور الصحافة الإنجليزية من أول ظهورها إلى اليوم مع ملاحظة ما مر بها من تطورات مذهبية واقتصادية، ثم يقيد انتقالها من أيدي الأفراد إلى أيدي الشركات مع بيان السبب في هذا الانتقال، ثم يقيد عدد تلك الشركات، ثم يقف وقفة طويلة عند الكلام عن المنافسة بين الجرائد الشعبية وجرائد الآراء ثم يلتفت التفاته خاصة إلى ما أصيبت به