١ - شرحنا البيتين يا أخي شرحاً أيدتنا به كتب التصوف التي بأيدينا ووافقنا عليه أديبان في العدد ٣٨٣، وإليك اليوم بعض أقوال الصوفية لتكون الحجة:
قال الشاعر:
(بذكر الله تزداد الذنوب ... وتحتجب البصائر والقلوب)
(وترك الذكر أفضل منه (حالاً) ... فإن الشمس ليس لها غروب)
والشطر الأول من البيت الأول يفسره قول الجنيد:(من قال (الله) عن غير مشاهدة فقد افترى)، وقول الشاعر:
(وذكر يعزي النفس عنها لأنه ... لها متلف من حيث تدري ولا يدري)
ويقول ثالث:(. . . معناه أن التقرب إليه بالأعمال تفرقة). وسخر شاعر من (الذاكرين) فقال:
(هبني أراعيك بالأذكار ملتمساً ... ما يبتغيه ذوو التلوين بالغير)
ويفسر الشطر الأخير منه، ويبين كيف الذكر باللسان (يحجب البصائر ويغلف القلوب) قول القائل: (إنما يحجب العبد عن مشاهدة مولاه (أوصافه))
وفي البيت الثاني أنتقل الشاعر من الذكر اللفظي إلى الترغيب في الحال الذي هو الغيبوبة عن هذا الوجود، والاتصال بالله تعالي مباشرة، وإلى هذا يشير (محمد بن إسحاق) في