للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كَثُر ما يرد على الرسالة مقالات وملاحظات لأسماء مستعارة فلا نستطيع نشرها لأن كتابها الأفاضل ينسون أن يذكروا أسمائهم الحقيقية بجانب أسمائهم الاصطلاحية ثم يلوموننا على إغفال النشر. وقد رجوناهم من قبل ألا يقفونا موقف المحرج بين رغباتهم الأدبية وبين واجباتنا الصحفية، ولا بأس أن تكرر اليوم هذا الرجاء.

حول كتاب

كنت أتصفح عرضاً كتاب (شرح المحفوظات والنصوص العربية) للمدارس الثانوية (الجزء الثاني - الطبعة الرابعة)، فاستوقفني شرح المؤلفين شرح لبيت المتنبي:

ولو أن الحياة تبقى لحي ... لعددنا أضلنا الشجعانا

فقد جاء في شرحه: (لو فرض أن إنساناً يخلد حياً لكان هذا الإنسان من الجبناء الذين يفرون من مواقف الخطر على النفوس دون الشجعان الذين يحافظون على كرامتهم وشرفهم في أحرج المواقف التي تعرضهم للهلاك. والواقع أن كل نفس ذائقة الموت متى حل أجلها)

ورأيت أن شرح البيت على الصورة المتقدمة لا ينطبق على معناه. والذي يدل عليه البيت هو أنه لو كان هناك خلود وان الإنسان يبقى حياً مهما أمتد به العمر لا يموت موته طبيعية لكان بالغ الطيش وعين الحماقة ومنتهى الظلال أن يكون شجاعاً يواجه الموت مختاراً. ولكن لما كان الموت مصير كل حي فإن في التشبث بالحياة والتنحي عما يمليه الواجب مذلة وهوناً. ويتم هذا المعنى البيت الذي سبق البيت المذكور والبيت الذي تلاه

وقد عن لي أن أطلع على شرح ديوان المتنبي للأستاذ عبد الرحمن البرقوقي فرأيته قد أورد شرحاً للبيت ما يلي:

(لو كانت الحياة باقية لكان الشجاع الذي يتعرض للقتل أضل الناس؛ يعني أن الحياة لا تبقى وإن جبن الإنسان ولزم عقر داره وحرص على البقاء، ثم أكد هذا بالبيت التالي

ولعله لا يسوء الأساتذة الشارحين هذا التعليق ودافعي عليه وجه الحق وحدَه

محمود أحمد وصيف

أمة التوحيد تتحد

سيدي الأستاذ صاحب الرسالة الغراء

<<  <  ج:
ص:  >  >>