للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كان لافتتاحيتكم البليغة في العدد ٣٨٤ تعليقاً على ما نشرته الأهرام عن مشروع تحالف بين الدول العربية رنة استحسان عظيمة في الأوساط كلها لأنها عبرت عما يتمناه كل مسلم وعربي من لم شمل العربية والمسلمين وجمع كلمتهم وتوحيد قوتهم حتى يتألف منهم حلف يستطاع الانتفاع به في هذه الظروف المدلهمة

وفي الأهرام الصادرة في ٧ الجاري خلاصة لخطبة العرش التي ألقاها سمو الأمير عبد الإله الوصي على عرش العراق يوم ٥ الجاري وقد جاء فيها: (إن الأحوال العالمية لم تزل تتطور تطوراً خطيراً يدعوا إلى أشد اليقظة والانتباه إلا أنه مما يستدعي ارتياحنا أن تكون حكومتنا ساهرة على مصالح البلاد واضعة نصب عينيها صيانة سلامة المملكة باتخاذها كل التدابير الممكنة، كما أنها لا تنفك عن مواصلة الجهود في سبيل ما تصبو إليه الأقطار العربية المجاورة من الأماني القومية. أما علاقتنا الحسنة مع المملكتين الشقيقتين العربية السعودية واليمن وكذلك مع جارتينا العزيزتين تركيا وإيران فتزداد وثوقاً ولا سيما في الظروف العصيبة هذه)

وللعراق فضل كبير في سبيل توحيد كلمة العرب منذ ما تبوأ مقعده بين الدول المستقلة ومنذ بدأ بعقد أواصر الإخاء والمودة مع جارته وأولاها المملكة العربية السعودية وكان بينهما جفاء شديد فعقد معها محالفة ثم عقد مثلها مع دولة اليمن وشرق الأردن، ثم دخل العراق في حلف سعد آباد فعقد أواصر الإخاء مع جاراته كلها، ولم يقتصر على ذلك بل سعى في بلاده وفي لندن وباريس وتركيا لخدمة فلسطين وسوريا

إن أول نواة كان لها أفعل الأثر في كيان العرب هو عمل جلالة الملك فيصل - رحمه الله - مؤسس مملكة العراق إذ سعى سعيه المشكور للاجتماع بجلالة الملك عبد العزيز آل سعود، ذلك الاجتماع التاريخي على ظهر باخرة بريطانية، فقد أظهر الرجولة الملك فيصل في كل تضحية في سبيل نسيان العداء، وتأسيس وحدة عربية قوية فعلت فعلها، والعمل على ما فيه خير العرب والمسلمين، وهاهو ذا خطاب العرش في عهد جلالة الملك فيصل الثاني حفيد مؤسس العراق يشير إلى خدمة العروبة في هذه الظروف المدلهمة وهو صادق في إشارته

فإذا تحققت الوحدة العربية والإسلامية كان العراق أفعل الأثر في هذا المضمار العظيم.

<<  <  ج:
ص:  >  >>