ومتى فعلت هذا وجدت أنه من السهل حل معضلة التربية، التربية العامة لطبقة الشعب التي من أجلها عقدنا هذه المحاورة. وإذا علمت أن طبقة الشعب هذه غير قادرة على أن تحكم نفسها بنفسها أدركت أنه من الضروري أن تنمي فيها روح الخضوع والطاعة للحكام. وما دام من غير الممكن أن تعيد نفوذ الكنيسة الذي ربي هذه الروح في الماضي، فلابد إذاً أن تكبت كل الكبت المذاهب الدينية المختلفة السائدة الآن في بلادك والتي لا يفتأ بعضها يحارب بعضاً، وأن توجد أنت ديناً سياسياً من عندك يقضي بالإعدام على كل من يؤيد غير مذهباً الديني. ولن تستطيع أن تفعل هذا إلا إذا كان لك الإشراف المطلق على النشر والطباعة وعلى الإذاعة وكل وسائل الإعلان، وتسن إلى جانب هذا قانوناً يحظر تعليم أفكار أو مبادئ - كتابة أو شفهياً - من غير ترخيص من الحكومة، وإلا فالعقوبة الإعدام. فإذا ما فعلت كل هذا كان لك أن تأخذ الشعب بأي نوع من التربية تشاء، بشرط أن تتأكد أن هذا النوع الذي تختاره من التربية لا يشمل شيئاً من الحقائق أو العلوم، ولكنه مجموعة أكاذيب نبيلة تلائم أولئك الذين لا تسمو بهم عقولهم إلى مرتبة إدراك الحكمة الصحيحة ومعرفة الله.
المربي: شكراً جزيلاً على اقتراحاتك، وليس عندي من شك أنها تتفق ومبادئ حزب جديد نشأ عندنا يسمى الحزب الفاشستي فعليك برئيسه.
أفلاطون: لم أتشرف بعد بمعرفة رئيس هذا الحزب، فإذا كانت اقتراحاتي تروقه، فسأعمل على لقائه