الروح العسكرية، تلك الروح لا تقشعر من سفك الدماء في سبيل المصلحة العامة
ومتى ثبتت أركان جامعتك وأصبحت تشرف على شئون الدولة فوجه عنايتك بعد ذلك للمدارس، وهنا يجب ألا تزعجك أخطار مبادئ الفاشستية أو الاشتراكية الوطنية التي ذكرتها أنت في حوارك معي. فأنت توافق على أنه حتى الحكومات السيئة لها بعض الحسنات، وستسر وتعجب حينما تعرف أن ألمانيا وإيطاليا قد اتخذنا كثيراً من تقاليد بلادك وعاداتها، ولا سيما نظام مدارس أولاد الأعيان عندكم، ولكن بشيء من التهذيب يناسب حاجات الوقت الحاضر. وأعتقد أن هذا الخبر سيجعلك أكثر تعلقاً بهذه المدارس فتبقيها كركن قوي للتعليم عندكم في المستقبل، وستقبل عليها مفتحاً أبوابها، معلناً أنها أصلح المعاهد لاعداد القادة السياسيين. فاختر لها حينئذ من بين أطفال الشعب أكثرهم قابلية لتحمل تبعة القيادة السياسية. أما البقية من أطفال الشعب فأعد لهم المدارس الفنية، الصناعية والزراعية والتجارية، حيث يتعلمون المهن التي يصلحون لها. ولما كانت هذه الطبقة من أطفال الشعب ليست بذات خطر فلا داعي لأن يعيشوا في المدارس بل اتركهم يعيشوا في المدارس، ويحضروا للدروس بالنهار فقط. أما أولئك الذين اخترتهم لمدارس أولاد الأعيان فخذهم بتربية صارمة، وامنعهم من رؤية ذويهم إلا في أيام الأعياد والإجازات العامة، وصير هذه المدارس في نظامها الرياضي البدني وفي بساطتها كمدارس إسبارطة القيمة، وخل تلاميذ هذه المدارس يخدمون أنفسهم بأنفسهم، فلا فراشين ولا فراشات، ولا مشرفين ولا ممرضات، ولا أي فرد من هؤلاء الذين يحوطون الأولاد بالعناية والعطف، ويغرسون في نفوسهم النعومة والرقة التي تضعف من خشونة تكوينهم. واجعل التعليم في هذه المدارس للبنين والبنات معاً من غير تميز، ذاكراً دائماً أن غايتك هي إعداد شعب من الجنود والإداريين، لا هذا النوع من الجنتلمان ولا من الجنس اللطيف ذي الغيد والرقة الذي يتخرج في مدارسكم الآن ويجب أن يكون النظام شديداً قاسياً يمرن العقل والجسم معاً على الدقة والطاعة والإتقان، ويكون في ذوق التلاميذ الإعجاب بما هو بسيط ومتين من مظاهر الجمال التي لا يشين الجندي التحلي بها ومن أجل هذا يجب أن يتعلموا مبادئ الحساب والعلوم، وأن يدرسوا اللغة هذا إلى معرفة خير منتجات آدابكم وموسيقاكم، وأنواع الرياضة والألعاب العسكرية