للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

هو أسلوب لطفي السيد قبل ثلاثين سنة، وكان في مطلع حياته الأدبية، ولم يكن تمرَّس على (بناء الجمل) بناءً يعزّ على عوادي التصدع والانحلال.

أسلوب لطفي السيد بطيء الحركة إلى حد الجمود، وهو خال من البشاشة البيانية، وليس في كتابه صفحة واحدة تشهد بأن بيانه من وحي الطبع أو فيض الوجدان.

لطفي السيد كاتب متعمل متكلف، وهو يجرجر كلامه بتثاقل وإبطاء، ولولا البوارق الفكرية التي تلمع في كلامه من وقت إلى وقت لعد من المتخلفين.

ومن المؤكد أن أسلوب لطفي السيد قد مَرَن بعد ذلك كثيراً أو قليلاً، وشاعت فيه الحركة والحياة، ولكن من المؤكد أيضاً أن لطفي السيد قد طبع أسلوبه بطابع نفسه من التهيب والاحتراس، والمتخوِّفُ لا يكاد يُبِين.

أقول هذا وأنا مُشفِق، فليس من الذوق أن أستبيح الحكم على أسلوب لطفي السيد بكل ما أطمح إليه من الحرية والصدق، ولكن لطفي السيد أكبر من أن ينتظر كلمات المداهنة والرياء، ومقامه في التاريخ الأدبي الحديث في غنىً عن التلطف المأثور عن بعض تلاميذه الأوفياء.

وضعفُ الحركة والحياة في أسلوب لطفي السيد لا يمنع من الاعتراف بأنه من المشاهير بين أصحاب الأساليب، فقد يكون مقامه بين كتاب القرن الرابع عشر مقام ابن خلدون بين كتاب القرن التاسع، ومعنى ذلك أنه تحرر من الزخرف كما تحرر ابن خلدون، فكان أسلوبه ملحوظ الخصائص بين أساليب معاصريه من أمثال حفني ناصف وعبد العزيز جاويش.

ولطفي السيد له ألفاظ في المنتخبات تحتاج إلى تعريف:

من ذلك كلمة (الدولة) وهي كلمة لا تُذكر بدون تخصيص إلا حين يريد الدولة العثمانية، فعلى الطلبة أن يراعوا ذلك.

و (التعليم الأدنى) في كلام لطفي السيد هو التعليم الأولي والجامعة المصرية في كلامه لا يراد بها الجامعة التي نُقِلتْ ربوعها الأواهل إلى الجيزة الروحاء، وإنما هي (الرابطة المصرية) أو (الآصرة المصرية).

والمجتمع في كلامه هو الجمعية، وعنه نَقَل حافظ عفيفي باشا.

<<  <  ج:
ص:  >  >>