تجوز على بعض السذج، فإنها لا تجوز على من له أدنى إلمام بالأدب).
ثم يقول حضرة الأب المهذب:
(أتعلمني بمنزلة. . . وأنا أعلم علم اليقين أنه لا يرى في مادة واحدة من مواده إلا أغلاط جمة؟ ومع ذلك أقول ولا أخاف لومة لائم إن أغلاط. . . دون أغلاط. . . فإن هذا الأخير أفسد كل مادة فساداً لا تقوم له قائمة، وليس للرجل أقل اطلاع على اللغة ولا على علم. . . ولا على نقل الألفاظ من الإفرنجية إلى العربية. والآن أجيبك على سؤاليك:
(١ - إني تسامحت كل التسامح في نقد. . . لأنه أحسن إلي. ولم أفعل مثل هذا الفعل في نقد. . . لأنه لا فضل له عليَّ فلم أسامحه لأنه زاد فساد ألفاظ. . . وأوهامه زيادة فاضحة.
(٢ - إذا نقدت ثانية. . . أهتكه هتكا من غير أن أستعمل كلمة جارحة كما فعلت مع. . . لأن. . . اشتغل أكثر من. . . وعانى مشقات أعظم. أما لو أردت أن أنزله دركات جهنم لما صعب علي لأنه هيأ لي الوسائل والذرائع لإنزاله في تلك المهاوي) ا. هـ
هذا كلامك يا حضرة الأب عندي بخط يدك أنشره على الناس ليعرف الناس لماذا تكتب وتحت أي تأثير تكتب، فإن لم تسكت نشرته في كراسة مطبوعة بالزنكوغراف، ولو أني بذلك سأسيء إلى أصدقاء هم من دمي وأهلي الذين تتهاتر عليهم بعلمك، وأتحمل في سبيل ذلك حساب ضميري على أن أنزل أسماءهم الشريفة المنزلة التي لم أجد بدونها وسيلة إلى إسكاتك أبد الآبدين.
وتحت يدي أيضاً كتاب آخر أرسلت به إلى صديق لك قديم يدل على مقدار ما تعرف من قدر الصداقة، إن أنكرته نشرته أيضاً.
وبعد فقد يكون في كتاب الذخيرة كل الأوهام التي أشار إليها حضرة الأب المهذب، وقد يكون بعض هذه الأوهام من (حذلقاته) المعروفة فإني لم أعن بتحقيق ما جاء بنقده، فإني ما أردت بهذا الرد إلا أن أقرر واقعاً وأنفي عن رجالنا شبهات يكيلها لهم هذا الرجل كيداً وظلماً. وإني لأعلم أني سأتلقى على يده من الإهانات والسباب ما سوف أتقبله.
وكلمة أخيرة أتوجه بها إلى الأستاذ الفاضل أحمد أمين عميد كلية الآداب ومحرر الثقافة فأسأله: هل من اللائق أن يُوَجَّه على صفحات الثقافة ألفاظ وعبارات كتلك التي وجهها حضرة الأب إلى الدكتور صبحي بك وهو له زميل في الجامعة وأستاذ مثله فيها؟