للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

فعرفوهما؛ ثم أنشدتهم للسيد. . . (أتعرف رسما. . . الخ) ثمانية أبيات؟ قال: فجعلوا يمرِّقون لإنشادي ويطربون، وقالوا: لمن هذا؟ فأعلمتهم. . . فقالوا: هو والله أحد المطبوعين. . . لا والله ما بقي في هذا الزمان مثله) أ. هـ عبارات الدكتور فيشر.

أيليق بنا يا حضرة الأب المهذب أن نسأل: كيف حصلت على لقب لغوي ما دمت تسقط في مباحث اللغة هذه السقطات الشنيعات، ثم تتدارى بعد ذلك وراء ألفاظ الهجاء لتخيف الناس من لسانك ومن قلمك، ولتستر بذلك خطأك وحذلقتك وتهجمك على اللغة عفو الخاطر، لأنه قيل إنك لغوي، ولأنه جرى بين الناس أنك كذلك؟. . .

وبعد، فإني لا أود أن ألقي القلم قبل أن أفرغ من حضرة الأب المهذب أولاً وآخراً. فإني اتهمته بأنه طلب من الدكتور صبحي مالاً لينتقد كتاب (الذخيرة) سراً ثم يسكت؛ فإذا أبى الدكتور صبحي بك، نشر الأب نقوده متظاهراً بالغيرة على العلم وعلى لغة القرآن: نسأل للغة القرآن منه العافية.

والواقع أن هذه دعوى عليّ إثباتها: فإن الكتاب الذي أرسله حضرة الأب إلى الدكتور صبحي بك يسأله فيه ذلك، قد مُزِّق وألقي به في سلة المهملات مع الأسف الشديد؛ ولو أنه باق، إذن لنشرته بخط يده. ولكن حضرة الأب قد ينسى أن كتاباً آخر يدل دلالة قاطعة على أنه يأخذ المال باسم اللغة والغيرة على اللغة، ولكن بالسباب والشتم. وإني أقتطف من هذا الكتاب عبارات مع حذف الأسماء. فإن أنكر الكتاب نشرته للناس بخط يده. جاء في ذلك الكتاب:

(نعم إن احسانات الدكتور. . . قيدت يدي ورجلي ومنعتني عن أن أهجم عليه هجماتي المعتادة على أصحاب سائر المعاجم، ولما رَدَّ عليَّ رده المعهود وكله سفاسف وجهل شنيع للقواعد العربية والأصول اللغوية، أخذت القلم لأكشف عوراته ثم فكرت في نفسي وقلت أهذا مكافأة من أحسن إليك وأنقذ مجلتك من أن تغلق في تلك السنة للخسارة التي لحقتها. فكسرت القلم وقلت الإقرار بالفضل والإحسان من شيم كرام النفوس، والغض عن الرد خير من الاستسلام للغيظ. وهكذا سكت، ولو لم يكن بِرُّ هذا الرجل وماله بالفضل علي لسحقته سحقاً، لأن ما في. . . من الأوهام والخبط والخلط يسود عين الشمس في رائعتها. والآن أقول إن. . . نصاب في الأدب ولا يقاربه أحد في نصبه، ولكن إذا كانت أموره

<<  <  ج:
ص:  >  >>