للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ما وقع فيه من خطأ قائلاً: وأما عرب الجاهلية وصدر الإسلام فإنهم قالوا: (المزِيقَة) واستشهد على هذا القول ببيت للشماخ أورده كما يأتي:

له زَجَل كأنه صوت حاد ... إذا سَمِع المزِيقة أو زَمِير

ولا أدري من أين نقل هذا البيت. فإنه ورد في ديوان الشماخ طبعة أحمد بن الأمين الشنقيطي صفحة ٣٦ ما يلي:

له زجل تقول أصَوْت حاد ... إذا طلب الوَسِيقة أو زَمِير

(وهذه الرواية صحيحة فإن هذا البيت جاء وصفاً لحمار وحشي في قصيدة للشماخ، ومعناها يتفق مع ما أورده الشنقيطي في الشرح إذ قال: (المعنى أن الحمار الذي يصفه يشبه صوته بأتانة إذا صوت بها صوت حادي الإبل أو صوت مزمار).

(فكذلك لا توجد لكمة المزيقة في شعر الشماخ، ولا توجد في أي شعر آخر ولا في كل العربية.

(وقد ظن حضرة الزميل العلامة، بعد اعتقاده بأن كلمة (المزيقة) قد وردت في شعر الشماخ أن فعل مَرَّق الذي ورد في الشعر القديم بمعنى غَنَّى قد صحف عن مزَّق. وقد قال حضرة العضو الأستاذ الشيخ محمد الخضر حسين في أثناء الجلسة: (لا أوافق حضرة الأب أنستاس على أن لفظتي ممرَّق وتمريق مصحفتان من ممزق وتمزيق. إذ لا دليل على هذا التصحيف الخ).

(وإني متثبت من أنه على حق، فإنه قد وردت في لسان العرب وأساس البلاغة شواهد على فعل مرَّق، وقد بين هذه الشواهد بيت للشاعر (الممزَّق) من قصيدة وردت مرتين في ديوان (المفضليات) - (طبعة تشارلس لايل صحيفة ٦٠٣)، وفسر الأنباري شارح المفضليات الفعل مرَّق كما يلي):

(ويمرِّق يغني والتمريق الغناء. يقال: قد مرَّق يمرِّق تمريقاً فهو ممرقُ إذا غنى أ. هـ). وورد هذا الفعل أيضاً في كتاب الأغاني (طبعة دار الكتب المصرية في الجزء السابع صحيفة ٢٣٨) في سياق الكلام كما يلي: قال الحسن وحدثني غانم الوراق قال: خرجت إلى بادية البصرة فصرت إلى عمرو بن تميم فأثبتني بعضهم فقال: هذا الشيخ والله راوية. فجلسوا إليّ وأتوا بي وأنشدتهم وبدأت بشعر ذي الرُّمة فعرفوه وبشعر جرير والفرزدق

<<  <  ج:
ص:  >  >>