وإحدى هذه النتائج الثلاث زوال أهمية جزر (الدودكانيز) كقواعد حربية إيطالية، فإن استيلاء القوات البريطانية على جزيرة كريت والجزر اليونانية القريبة من الدودكانيز عزلها عن قواعد تموينها، وأصبح اتصال إيطاليا بها أمراً شديد الخطر.
واقتراب القواعد يتيح للدوريات سواء كانت بحرية أم جوية مراقبة البحر مراقبة دائمة، وسرعة الاشتباك بالقوافل الإيطالية سواء بقوات تقصدها من الإسكندرية أو كريت أو اليونان، ومن ثم أوصد الطريق في وجه القوافل الإيطالية فضلاً عن سهولة مهاجمة جزر الدودكانيز واحتلالها من الجزر القريبة منها.
وكانت جزر الدودكانيز طرف قواعد الارتكاز التي تكون خطاً بحرياً طرفه الآخر على شواطئ ليبيا الأفريقية، والغرض منه عرقلة الملاحة في الحوض الشرقي للبحر الأبيض، وفقدان جزر الدودكاينز لأهميتها أو احتلالها يفقد إيطاليا كل سيطرة على الجزء الشرقي لحوض البحر الأبيض المتوسط، أضف إلى ذلك أنها كانت تعتبر إحدى القواعد التي يسهل منها تهديد تركيا في منطقة المضايق وسوريا وفلسطين.
الخسائر العسكرية
ومني المحور أو طرفه الصغير بخسائر عسكرية فادحة لها أثرها في استعدادات إيطاليا في الميادين الأخرى وهي النتيجة الثانية، فلم يكن غزو اليونان نزهة كما ظن موسوليني وأركان حربه، ولكنه كان فاجعة إيطالية، كلفتها عتاداً حربياً ورجالاً وهيبة عسكرية. ولا يتاح لنا الآن أن نكشف الغطاء عن حقيقة هذا الخذلان الإيطالي.
وقالت بعض المصادر إن القوات الإيطالية استعملت في زحفها طرقاً ضيقة محصورة بين الجبال، وكانت قوات يونانية تكمن فيها فلما توغلت الوحدات الإيطالية صبت عليها الجنود اليونانية نارها، وفي الوقت نفسه ثارت بعض القبائل الألبانية وهاجمت مؤخرة الجيوش الإيطالية فتعذر عليها التقدم أو التأخر، واضطر الإيطاليون إلى الهرب بأرواحهم مخلفين عتادهم وذخيرتهم في عملية انسحابهم السريعة.