فإذا أضيف هذا العتاد إلى ما أرسلته إنجلترا إلى اليونان من معونة، فإن استرداد الإيطاليين لمواقعهم السابقة يسبب لهم خسائر فادحة لا تتحملها مالية إيطاليا الضعيفة.
ويتبين من خط الزحف اليوناني كما يرى بعض الخبراء العسكريين أن خطة اليونان تعمل على تطويق القوات الإيطالية إذ توالي زحفها إلى الباسان - وهي منطقة ثائرة تؤيد اليونان وتعادي إيطاليا - ومنها إلى تيرانا فالشاطئ؛ فإذا تحققت هذه الخطة فلا يبقى للقوات الإيطالية إلا الانسحاب من ألبانيا.
صدمة سياسية
وثالثة النتائج هي ضياع هيبة المحور السياسية، فإن دول البلقان التي كانت تحرص على إجابة طلباته بدأت الآن ترى في اليونان بارقة أمل في الاحتفاظ بوحدتها، وفي وقف هتلر عند حد، ولاسيما أنها ترى القوات البريطانية والتركية بجوارها، فبلغاريا التي كانت إلى أمد قريب إحدى نصراء المحور قالت له أخيراً: لا. ويوجوسلافيا التي كانت ترى نفسها منعزلة عن العالم لا يتيسر إنجادها إذا دنت الساعة ترى النصير قريباً منها في اليونان وألبانيا.
وأخطأت السياسة الألمانية خطأ كبيراً بما ارتكبه رجالها في رومانيا باسم الحرس الحديدي، فإن جميع الوعود الألمانية لم يكن لها قيمة، وجميع التضحيات التي بذلتها رومانيا بمشورة هتلر لم تنقذ بلادها من الاحتلال واختلال الأمن، فقسمت أرضها بين الروسيا وهنغاريا وبلغاريا، ومع هذا احتل الألمان أرضها، فهل بعد هذا من داع يوجب الاستسلام؟ وإذا كان اغتيال رؤساء الوزارات هو النتيجة، فإن الساسة ليفضلون أن تحتل بلادهم قهراً وأن يموتوا في ميدان القتال على أن تهدر دماؤهم دون ثمن.
الأسطول السجين
والنتيجة الرابعة للحرب اليونانية هي تحكم إنجلترا في مدخل البحر الإدرياتيكي باحتلالها لكورفو وللشاطئ اليوناني الشمالي والألباني الجنوبي. فمنذ احتل الإيطاليون ألبانيا أصبحوا سادة هذا البحر، وزوال سيادتهم عن ألبانيا أو عن جزئها الجنوبي زوال لهذه السيادة، ويتيح للأسطول البريطاني السيطرة على القوات البحرية الإيطالية التي اتخذته قاعدة