حصينة لها فتمعنها من الخروج إلى البحر الأبيض بل قد يتيسر له مقاتلتها فيه.
ونقص القوات البحرية الإيطالية معناه إضعاف مواصلاتها في ليبيا وتعريض قواتها فيها إلى الهلاك جوعاً.
مقتل المحور
والبلقان هو مقتل ألمانيا فليس لها من جهته الخطوط الحصينة التي أعدتها على حدودها الفرنسية، فمنه يسهل غزوها. وكان البلقان في بدء الحرب يتكون من دول محايدة لا يبيح العرف الدولي الاعتداء عليها، وبريطانيا تحرص على هذا العرف، ولكن سياسة ألمانيا الأخيرة أدت إلى كشف هذا المقتل، فأصبحت دول البلقان إما محتلة وإما مشتركة مع المحور باستثناء بلغاريا ويوجوسلافيا ولن تتركهما السياسة الألمانية في أمنهما. فإذا أزال المحور إحداهما زال الحائط المحايد، وسهل على القوات الديمقراطية الوصول إلى الاشتباك بالقوات الألمانية نفسها حيث تتم المعارك الحاسمة.
أما الميدان اليوناني فإن أقصى ما يمكن أن يحدث فيه هو طرد إيطاليا من ألبانيا، ويبقى بعد ذلك احتلال إيطاليا نفسها وألمانيا أيضاً وهو متعذر الآن فضلاً عن أن القوات البريطانية لم تبدأ بعد في تنفيذ سياستها الهجومية فما زالت سياستها حتى الآن سياسة استغلال للفرص.