إلى عالم الأكاذيب ولأجلس على قلبه غير ملموس وبلا حراك.
- ٢ -
((سانياسي) على الطريق)
- ما أصغر هذه الأرض وما أضيقها، وما أشد هذه الآفاق ثباتاً في تطويقها! إن مرأى الشجرِ والدور وجميع الأشياء ليضغط على عيني ضغطاً. والنور! إنه مثل قفص في حبسه ظلام الأبدية عن الدخول. والساعات! إنها لتصرخ وتتواثب داخل حواجزها كأنها الطيور إذ تُحبس. ولكن ما لهؤلاء الرجال الصاخبين ينطلقون راكضين ولأي مقصد يِسعون؟ لكأنهم خائفون من أن يضيعوا شيئاً لا تستطيع أيديهم بلوغه!
(تمر زحمة من الناس)
(يدخل شيخ القرية وامرأتان)
المرأة الأولى: يا لله إنك لتضحكني
المرأة الثانية: ولكن من قال إنك عجوز؟
شيخ القرية: إن بعض الحمقى يحكمون على الناس من مظاهرهم.
المرأة الأولى: وا حسرتاه! لقد كنا نرقب مظهرك منذ عهد حداثتنا، وهو باق على ما عهدناه لم يتغير في خلال هذه السنين
شيخ القرية: مثل شمس الضحى
المرأة الأولى: أجل مثل الشمس في رائعة النهار
شيخ القرية: أيتها السيدتان، إن في ذوقكما ميلاً إلى الصرامة في النقد، إنكما تعنيان بتوافه الأمور
المرأة الثانية: دعك من هذا اللغو يا (أناكا) ولنسرع في العودة إلى البيت وإلا ثار ثائر زوجي
المرأة الأولى: أستودعك الله يا سيدي. وأرجو أن تحكم علينا من ظواهرنا فلن نعير ذلك اهتماماً
شيخ القرية: ذلك لأنه لا ذات حقيقية لكما يمكن التحدث عنها غير هذا الظاهر!