خيركم الوفير.
(يجيء جندي)
الجندي: هيا ابتعد من هنا، أما ترى ابن الوزير قادماً؟
(يخرجان)
سانياسي: هذه ظاهرة النهار. إن الشمس لتستطع وتتوهج، والسماء كأنها طاس من النحاس منكفئة تتقد، وهذه الأرض تزفر بأنفاس حرار فتتراقص الرمال المائجة. كم من مشاهد هذا الإنسان رأيت فهل في استطاعتي أن أتراجع ثانية في صغر هذه المخلوقات لأكون منها؟ كلا، بل أنا طليق لا يعوقني في هذا الكون شيء. إني إنما أعيش في قفر موحش!
(تدخل (فاسنتي) الفتاة وامرأة)
المرأة: ألست ابنة (رافو) يا فتاة؟ عليك أن تبتعدي عن هذه الطريق، ألا تعلمين بأنها مؤدية إلى الهيكل؟
فاسنتي: إني يا سيدتي على الطوار الأبعد منها
المرأة: حسبت أن قد مسك ثوبي. إني حاملة هداياي إلى الآلهة، وأرجو ألا تكون نجِّست
فاسنتي: أؤكد لك أن ثوبك لم يمسسني (تذهب المرأة) إني (فاسنتي) ابنة (رافوا) فهل أدنو منك يا أبت؟
سانياسي: ولم لا يا طفلتي؟
فاسنتي: لأني رجس كما يدعونني؟
سانياسي: ولكنهم جميعاً دنسون. إنهم يتمرغون في تراب الوجود؛ وليس من نقيّ غير من نقَّى ذهنه من هذا الكون، ولكن ماذا بدر منك يا ابنتي؟
فاسنتي - لقد استهزأ أبي الذي اخترمته المنون بقوانينهم وآلهتهم، ولم يكن يقيم شعائرهم
سانياسي - مالك تقفين بعيدة عني؟
فاسنتي - وهل سَتَمُسُّني؟
سانياسي - نعم، لأني لا يمسني في حقيقة الأمر شيء. إني موغل في اللانهاية، إذا شئت أن تجلسي هنا فافعلي.
فاسنتي - (متحسرة) لا تأمرني بمغادرتك إذا ما قربتني مرة منك