فمتى يرحمني الله من هذا الشِّرك الموبِق؟ ومتى أنظر فلا أرى غير ما لذاته العالية من عظمة وجلال؟ ومتى أعرف أن جُموح القلم من أشرف الأرزاق، لأنه من شواهد الاعتماد على صاحب العزة والجبروت؟
زكي مبارك
سؤال إلى علماء الآثار عن المحيا النبوي بالأزهر
جاء في كتاب الخطط الجديدة لمصر القاهرة ومدنها وبلادها القديمة والشهيرة للعالم الجليل علي مبارك باشا وهو الكتاب المعروف باسم الخطط التوفيقية - كلام عن أثر بالجامع الأزهر يسمى - المحيا النبوي - في أثناء ترجمة الشيخ أحمد شهاب الدين الكلبي المالكي (جـ١٥ ص١٠١) وقد نقلت الخطط هذه الترجمة وما جاء فيها من ذلك الأثر عن كتاب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر، فذكرت أنه ممن ولد بمنفلوط الشيخ أحمد بن عيسى بن غلاب بن جميل المنعوت بشهاب الدين الكلبي المالكي شيخ المحيا النبوي بالجامع الأزهر نشأ بمنفلوط ثم تحول مع أبيه إلى مصر فحفظ القرآن وعدة متون وأخذ عن والده وأعيان العلماء. إلى أن قالت: وجلس بالمحيا بعد والده، ووالده بعد البلقيني، والبلقيني بعد الشيخ صالح، والشيخ صالح بعد الشوني المدفون بزاوية الشيخ عبد الوهاب الشعراني. ثم ذكرت أنه توفي سنة سبع وعشرين وألف ودفن بالقرافة الكبرى بمصر.
وهكذا عنيت الخطط كما عني كتاب خلاصة الأثر (جـ٣ ص٣٨٢) بسرد شيوخ هذا المحيا من الشيخ شهاب الدين الكلبي إلى الشيخ الشوني، ولم يرد فيهما شيء يبين هذا المحيا نفسه، فلم يعرفانا أمره، ولم يهتما ببيان مكانه بالجامع الأزهر، ولم يشرحا الغرض المقصود منه فيه، وقد أردت أن أعرف الآن شيئاً عن هذا المحيا النبوي من بعض شيوخنا بالأزهر، فلم أجد عندهم شيئاً من خبره، إذ نسي الآن أمره، ولم يعد له شيوخ يجلسون فيه كالشيوخ الذين جلسوا فيه سابقاً.
ولعلي بعد هذا أجد من قراء مجلة الرسالة الغراء - ولا سيما علماء الآثار - من يكون عنده علم بهذا المحيا النبوي، فيبين لنا مكانه بالجامع الأزهر، ويشرح لنا أمره فيه.