للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا الكائن الصغير؛ إنما هذه في الطبيعة أنسجة عناكبها وما ينال خطرها غير الفَراش ولا يتجاوزه ليبلغني أنا الزاهد سانياسي

(تتنبه (فاسنتي) مذعورة)

فاسنتي: هل تركتني يا سيدي؟ هل ذهبت عني؟

سانياسي: وما الذي يوجب ابتعادي عنك؟ مِمَّ أخاف؟ أو أرتاعَ من ظل؟!

فاسنتي: هل تسمع اللغط في الطريق؟

سانياسي: ولكن السكينة مخيمة على نفسي

(تدخل امرأة شابة ومن ورائها بعض الرجال)

المرأة: اذهبوا الآن، غادروني لا تتحدثوا إلي في الحب

الرجل الأول: وَلِمهْ؟ ما هو ذنبي؟

المرأة: إن قلوبكم - يا أيها الرجال - قد قُدّت من الصخر

الرجل الأول: كلام لا سبيل إلى تصديقه. إذا كانت قلوبنا مقدودة من الصخر فكيف تمكنت منها سهام (كيوبيد) إذاً؟

رجل آخر: أحسنت. صدقت

الرجل الثاني: والآن، فبماذا تجيبين على قوله يا عزيزتي؟

المرأة: أتريد جواباً؟ وهل حسبت أنك قلت شيئاً حسناً؟ إنما هذا هذر محض

الرجل الأول: إني أحتكم إليكم أنتم أيها السادة. لقد كان قولي: إنه لو كانت قلوب الرجال قد نحتت من الصخر، فكيف. . .

الرجل الثالث: نعم، نعم، ليس على هذا الكلام من جواب

الرجل الأول: والآن، فلأشرح لكم هذا: قالت إن قلوبنا نحن الرجال، مقدودة من الصخر، أليس كذلك! حسن؛ فأجبتها إن كانت قلوبنا من الصخر حقاً فكيف استطاعت سهام (كيوبيد) أن تنالها بالتخريب؟ أتفهم؟

الرجل الثاني: لقد كنت أبيع الديس منذ أربعة وعشرين عاماً في المدينة يا أخي، أفتظنني لا أفهم ما تقول؟ (ينصرفون)

سانياسي: ماذا تصنعين يا طفلتي؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>