للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مطلقاً مع أنها ليست غريبة عنه، وذلك لأن الضمير يطردها من العقل الواعي أو ما يسمونه العقل الظاهر.

ومع غياب هذه الرغبات عن الوعي فهي ممثلة في العقل الباطن، ممثلة فيه كأفكار كامنة، وأنها سبب الرؤيا وسبب مباشر لكل الأمراض العصبية التي يسميها فرويد يقول أيضاً إن المريض إذا صبح على بينة من أفكاره ورغباته الكامنة فانه يوجه إليها قوته العقلية المميزة ويضعها في ميزان النقد والتقدير، وبهذا فقط يتخلص من مرضه العصبي الذي يسبب له ولأسرته كل أنواع المتاعب. هذا في الواقع هو الذي حفز فرويد إلى دراسة الأحلام لأنها في نظره وسيلة من الوسائل التي توصل إلى كشف الرغبات الخفية للنفس. وفيما يلي طائفة من الأحلام التي حللها فرويد.

١ - رأت آنسة كأن أخاها في دولاب مقفل وكان تفسير فرويد أن الآنسة تود ألا يتدخل أخوها في شؤونها - ذلك لان وجود الأخ في الدولاب المقفل رمز لعدم قدرته على رؤيتها، وبالتالي رمز لعدم إمكان انتقادها أو التدخل في شؤونها

٢ - زوجة رأت أنها اشترت ثلاث تذاكر لها ولزوجها لحضور حفلة تمثيلية وأنها اشترت هذه التذاكر الثلاث بفرنك ونصف وأنها اشترت التذاكر قبل ميعاد التمثيل بثلاثة أيام خوفاً من نفاذ التذاكر، وأنها حضرت إلى صالة المسرح قبل رفع الستار بساعة خوفاً من الزحام، ولكنها لما دخلت مع زوجها وجدت كراسي كثيرة خالية، وهذا معناه أنها ما كانت لتخسر شيئاً لو أنها لم تتعجل في شراء التذاكر ولا في التبكير في الحضور، وأخبرها زوجها وهو يلاطفها في المسرح بأن صديقتها فلانة وزوجها قد اشتريا تذاكر ولكنهما لم يحضرا، ولما سألها فرويد علم منها ما يأتي. صديقتها المذكورة في الرؤيا أصغر منها بثلاثة أشهر هي لم تتزوج إلا بعد زواج صاحبة الرؤيا بعشر سنين، ولأجل تفسير هذه الرؤيا المعقدة تجد أن فرويد قد حاول تحليلها بطريقة الرموز على الوجه الآتي

الحفلة التمثيلية رمز لحفلة الزواج، والرقم ٣ رمز للرجل وهو الزوج في هذه الحالة، وإذا عرفنا أن المرأة هي التي تدفع المهر عند الإفرنج وأنها اشترت ثلاث تذاكر بفرنك ونصف، كان معنى ذلك أنها دفعت مهر زوجها رخيصاً فهي غير سعيدة في زواجها، وما كان أسعدها لو أنها تأخرت في الزواج كزميلتها التي تزوجت من رجل أشجع وأحسن من

<<  <  ج:
ص:  >  >>