زوجها وذلك بفضل تريثها حتى جمعت مهراً لائقاً برجل كريم
من هذين المثالين نرى أن فرويد قد استعان في تحليله النفسي بالأحلام وأنه فسر هذه الأحلام بواسطة أسئلته لصاحب الرؤيا وبواسطة فكه الرموز بهذه الأحلام.
أما هذه الرموز فهي موجودة، في اللغة، موجودة في الشعر موجودة في الأمثلة السائرة، وفي الحكم المنثورة، وفي كلام العامة، والخاصة وفي كل شيء. فالشمس والقمر قد يكونان رمزاً للوالدين أو رمزاً للملوك. وصغار الطيور قد تكون رمزاً للأطفال والأبناء. وهكذا يقول فرويد إن لكل أمة رموزها الخاصة وهو على حق، لأن لكل أمة لغتها الخاصة وآدابها وأمثلتها. وبعد، أفليست هذه الطريقة هي طريقة ابن سيرين في التفسير وقد كان يسأل صاحب الرؤيا ملياً في النهار وهو يقول في كتابه إن الرؤيا قد تأتي عن رغبة في النفس كأن يرى الإنسان نفسه مع من يحب أو قد يرى الأكل أمامه إذا كان جائعاً، وأما الرموز عند ابن سيرين فهي كثيرة ليس لها حصر، وليس له مثيل في هذا الباب وقد أخذ هذه الرموز من القرآن كالآيات الآتية
(واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) وقوله تعالى في النساء (بيض مكنون) وكان يأخذ رموزه أيضاً من الحديث كقول النبي (صلى الله عليه وسلم)(رفقاً بالقوارير) يعني النساء - وقد كان يأخذ رموزه أيضاً من الأمثلة المبتذلة كقول إبراهيم لإسماعيل عليهما السلام (غير اسكفه الباب) أي طلق زوجتك وكقول لقمان لابنه (غير فراشك) يعني زوجتك أيضاً وفيما يلي طائفة من الرؤى التي فسرها ابن سيرين
١ - جاءت امرأة إلى ابن سيرين فقالت: رأيت كأن في حجري لؤلؤتين أحدهما أكبر من الأخرى وقد طلبت أختي مني إحداهما فأعطيتها الصغرى - فقال ابن سيرين تعلمت سورتين من القرآن إحداهما اكبر من الأخرى وقد علمت أختك الصورة الصغرى
٢ - جاء رجل إلى ابن سيرين وقال: رأيت كأن ثورا عظيما خرج من جحر صغير وأراد أن يرجع إلى الجحر فلم يتمكن من ذلك. فقال ابن سيرين هي الكلمة العظيمة تخرج من فم الرجل ثم يندم عليها.
وظاهر هنا أن ابن سيرين قد رمز للسورة باللؤلؤة وللكلمة بالثور وللفم بالجحر وبديهي أنه - تمشيا مع عادته في التفسير - قد سأل أصحاب الرؤيا عما في أنفسهم قبل إيضاحه لهم