للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(تمر صبايا الراعيات منشدات:)

(تجيء ألحان الموسيقى مما وراء النهر المشمول بالظلام فتناديني

(لقد كنت في الدار؛ وكنت فيها سعيدة؛

(ولكن لحن الشبابة تعالى في سكون الليل،

(فإذا بفؤادي تنتابه وخزة من الألم،

(ألا فلتدلني على الطريق يا من تعرفها،

(دلني على الطريق التي تقود إليه؛

(فسأذهب إليه بزهرتي الصغيرة الواحدة لأضعها عند قدميه

(وخبره بأن موسيقاه وحبي شيء واحد!)

(يبتعدن)

سانياسي: أحسب أن مثل هذا المساء قد طرأ علي مرة واحدة طوال حياتي؛ فأترع كأسه إلى حافته بالحب والموسيقى، وجلست مع شخص يعيد ذكرى وجهه إلى مرأى نجمة المساء. . .

ولكن أين هي فتاتي الصغيرة ذات العينين السوداوين الحزينتين اللتين تترقرق فيهما الدموع؟ أهي جالسة هناك خارج كوخها تحدق في نجمة المساء ذاتها من خلال وحدة المساء الجليلة؟

ولكن لا بد للنجمة من أفول، ولا بد للمساء من إغماض عينيها في الليل؛ فأما الدمع فسيرقأ حتماً، وأما الحسرات فسيهدئها النوم بغير شك. لا، لن أقفل راجعاً، ولتثبت لأحلام العالم أشكالها؛ لن أعترض سبيلها، ولن أختلق لها أوهاماً جديدة، فلسوف أبصر، ولسوف أتفكر وأعرف

(تدخل فتاة في أسمال بالية)

الفتاة: أنت هنا يا أبت؟

سانياسي: تعالي واجلسي بجانبي يا طفلتي. وبودي أن لو استطعت لملكت دعوتكم لنفسي. لقد دعاني بعضهم بـ (يا أبت) مرة، وكان الصوت يشبه صوتك بعض الشبه، وها إن الأب يجيب الآن، ولكن أين هو النداء؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>