للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الفتاة: من أنت؟

سانياسي: إني (سانياسي) الزاهد؛ فخبريني أيتها الطفلة ما مهنة أبيك؟

الفتاة: إنه يجمع الأحطاب من الغابة

سانياسي: وهل لك أم؟

الفتاة: كلا، لقد ماتت إذ كنت طفلة

سانياسي: وهل تحبين أباك؟

الفتاة: أحبه الحب الذي ما فوقه شيء في هذا الكون. إني ليس لي في الدنيا سواه

سانياسي: لقد فهمتك، أعطني يدك الصغيرة، دعيني أمسكها في راحتي، في راحتي الكبيرة هذه

الفتاة: وهل تحسن يا (سانياسي) قراءة الكف؟ هل تستطيع أن تقرأ كل ما في حاضري ومستقبلي من كفي؟!

سانياسي: أحسب أنني أستطيع، ولكن عسير علي إدراك معناه، ولسوف أعرف المعنى ذات يوم

الفتاة: يجب أن أبادر للقاء والدي

سانياسي: أين؟

الفتاة: في الطريق المؤدية إلى الغابة، فإنه سيفتقدني إن لم يجدني هناك

سانياسي: قرّبي رأسك مني يا طفلتي. تعالي أقبّلك قبلة التبريك قبل أن تذهبي

(تغادره الفتاة)

(تدخل امرأة وطفلتان)

الأم: ما أقواكما وما أثقلكما يا ابنتي (ميسيري)! أما إنهما لمتعة للنظر! وما أراكما، كلما أطعمتكما إلا قد زدتما هزالاً يوماً فيوماً!

الطفلة الأولى: ولم أراك تلوميننا على هذا يا أماه؟ هلا فهمنا هذا!

الأم: ألم آمركما بالإخلاد إلى الراحة؟ ولكنكما لا تفتآن تتراكضان من هنا وهناك

الطفلة الثانية: ولكنما نركض في خدمتك يا أم

الأم: كيف تتجرئين على هذا الكلام؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>