من استكشاف مجموعة في مثل عدد هذه المجموعة من رسائل متبادلة بين رئيس جمهورية الولايات المتحدة وبين ملك إنكلترا)
قال: إنه إن حدث ذلك فسيوضح هذا الأثر شطراً كبيراً من تاريخنا ومن أساليبنا السياسية وعلاقاتنا الثقافية وعاداتنا وصناعاتنا وحياتنا الاجتماعية
وأول العهد باستكشاف وثائق تل العمارنة هذه كان في سنة ١٨٨٧ إذ كانت فلاحة مصرية من سكان قرية قرب هذا التل تجمع سماداً فوجدت قطعاً من الصلصال يختلف طول إحداها بين بوصتين ونصف البوصة وبين تسع بوصات. ويختلف عرضها بين ثلاث بوصات وأربع وعليها نقوش غريبة
وسرعان ما انتشر الخبر بين العلماء في القاهرة وفي باريس وبرلين ولوندرا واكسفورد وغيرها. وتبين أن هذه النقوش كتابة مسمارية، وأن هذه المجموعة ليست إلا رسائل متبادلة بين الملك امنوفيس الثالث وابنه اخناتون، وبين رجال مختلفين من حكام آسيا الغربية، ومعظمهم من حكام بابل وأشور وسوريا وفلسطين، وغيرها من بلدان آسيا الغربية
ويرجع تاريخ هذه الرسائل إلى المدة بين عامي ١٤١١ و١٣٥٨ قبل المسيح
ويقول هذا الكاتب وهو أستاذ في علوم الدين المسيحي: إن لهذه المجموعة أهمية خاصة لدى الذين يدرسون الكتاب المقدس لعلاقتها بسفر الخروج، وأخبار بني إسرائيل في رحلتهم إلى أرض كنعان، ولأنها تحدد التواريخ الدقيقة لبعض الأخبار التي تضمنها العهد القديم
لما اعتلى اخناتون عرش مصر خلفاً لأبيه امنوفيس الثالث نقل العاصمة من طيبة، ولعل ذلك كان اضطراراً بسبب ما ترتب على تغييره عقيدة مصر من الوثنية إلى التوحيد من خلاف مع رجال الدين. وكان المكان الذي اختاره لعاصمته الجديدة هو المعروف الآن بتل العمارنة. ولقد عاد مقر الملك إلى طيبة بعد أخناتون وأصبحت عاصمته الجديدة أطلالاً وعرفه الوثنيون من المصريين من بعده باسم (الكافر) لمخالفته عقائدهم
ولقد كان أخناتون شاعراً وفيلسوفاً ولم يكن ملكا فحسب.
ومن بين هذه الوثائق خمس تتضمن الحديث عن هدايا تبادلها الملك المصري وبعض الحكام والولاة. وتدل المصارحات التي تضمنتها هذه الرسائل الخمس على أن الحكام القدماء كانوا يحفلون بالقيمة المادية للهدايا